رحمَ الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمةً واسعة وغفر له ، ومهما أُوتيَ الكاتب الحصيف والبليغ من قُدرةٍ على الإيجاز والإيفاء فإنه لن يستطيع أن يختصر هذا الإنسان العظيم في كلماتٍ أو مقالات!
ولكني أقول إن هذا الملك الإنسان تميّز بخصالٍ وسماتٍ جعلته (...)
هناك وكما لا يخفى على المُتابع الكريم أجواء فكرية غير صحية تسود بين شرائح من مجتمعنا ممّن هم محطُ المتابعة أو التأثير في أفراد المجتمع الآخرين ولو بنسبٍ متفاوتة!
هذه الأجواء الفكرية يشوبها كثير من الاحتقان والتوتر الدائمين ، ولهذه الحالة غير السليمة (...)
كتبَ أميرُ المؤمنين عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالي- خطاباً لأحد أمراء أقاليمه -الذي يبدو أنه كان بيروقراطياً على نحوٍ أزعج الخليفة فقال له فيه: (إنه يُخيّلُ إليّ أني لو كتبتُ إليك أن تُعطي رجلاً شاةً، لكتبتَ إليّ: أضأنٌ أم ماعز؟ فإن كتبتُ إليك (...)
هناك ثمةَ أمرٍ مُزعج باتَ ومن أعوامٍ طويلةٍ مضت وانقضت، يمُثلُ ظاهرةً عامة في مدنٍ ومحافظاتٍ ومؤسساتٍ عديدةٍ.. ألا وهي ظاهرةُ المشروعات المُتعثرة! ولأني تعوَّدتُ في المنهج العلمي البحثي من توصيف الأشياء والمصطلحات وصفًا جامعًا مانعًا! فإني اجتهدُ في (...)
قالت العربُ قديماً : الحكمةُ أن تضعَ الشيء في موضعه، ويوصفُ منْ اتصفَ بذلك بالحكيم ! وهذا يعني: أن منْ فعلَ ذلك فهو حكيم ، ومنُ تجاوز الحدّ المعقول فهو شخصٌ غير حكيم ! وعملُهُ غير حكيم!
ومنهجنُا ودستورنا الإلهي يُعلمُنا أن تجاوز الحدّ المعقول (...)
عندما عزمتُ -قبل سنوات- على تأليف كتاب عن قبيلتي جهينة، حدثني بعض الفضلاء وسألني هل هذا من العصبية؟ فقلت: من أجل العصبية أكتب! قال: كيف رحمك الله؟ قلت: نعم؛ أكتب حتى أبين للناس كيف يكون الفخر وأين مناط الشرف؟ وباختصار؛ حتى أساهم في تصحيح المفاهيم (...)
من مهام الجامعات ووظائفها الأصيلة والمهمة العناية بالبحث العلمي بمختلف الوسائل، سواء في جانب النشر أو جانب عقد الندوات والمؤتمرات، وليست العبرة بكثرة المؤتمرات والمناشط، بل العبرةُ والأهمية هو أن تكون القضايا المطروحة للبحث ذات أهمية من جانب حاجة (...)
يعيش المسلم في هذه الدنيا بين متناقضات، أو منغِّصات أو مكدرات، يعيش يبحث عن الأمل، ولولا فسحة الأمل لتوقفت الحياة!
ولا يعلمُ المسكين أن اللهَ خلقه في كبد. وحرفُ (في) يُشعرُ بتلك المساحة من التداخل بين الحياة والكبد!
ولكن المسلم بطبعهِ يجنحُ أو- هكذا (...)
المصداقية والفاعلية وترتب الآثار المقصودة في أي عمل ومن أي نوع ومن أي جهةٍ من أهم معايير وأسباب تحققهِ: تطابق التنظير مع الممارساتِ والتطبيق، وتوافق القولِ مع العمل، والمُعلن مع غير المعلن! فإذا حصل انفصامٌ أو تنافر أو تباعد بين هذين الأمرين فهنا (...)
لا شك أن وسائلَ الإعلامِ المُختلفة لها أثرُها الكبير في توجيهِ الأفكار، ولها أثرُها في تحديد نظرةِ المجتمع لأشياء كثيرة.
ومن هنا تعظُمُ مسؤولية هذه الوسائل، وينبغي أيضًا الانتباه للمعادلة الدقيقة بين ما ينبغي نشره وما لا ينبغي من الأخبار والتقارير (...)
هذه الشريعةُ الخاتِمة مبنيةٌ كلُّها على جلب المصالح ودرء المفاسد، ومن كلياتها وضرورياتها الخمس الكبرى (حفظ النفس)، ولذلك شرّعت القصاص من الجاني المعتدي على هذه الكُلية العظيمة، وجعلت في القصاصِ حياة للمجتمع والناس (ولكم في القصاص حياةٌ يا أولي (...)
الكلمةُ في الإسلام لها شأنٌ عظيم ومكانةٌ كبيرة، وأهميةُ هذه (الكلمة) تجدها في أمورٍ كثيرة.
يدخلُ الإنسانُ الإسلامَ بكلمة، وقدْ يخرجُ منه بكلمة!
يُبرَمُ عقدُ النكاحِ بكلمة، ويُنقضُ بكلمة!
تنطلقُ شرارةُ الحروبِ وتُستباحُ الأعراضُ والدماءُ من أجل كلمة، (...)
العشقُ أنواعٌ ومنه: عشقُ الأزمانِ والأماكن، وقد أحبَّ النبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلم مكة أيّما حبٍّ، ولولا أنَّ قومَه أخرجوه منها ما استبدلها بغيرها! وحديثي هنا عن عاشقٍ معاصر عرفتُه كما عرفه غيري، عاشقٌ متيمٌ لأمرين: مكة والكتاب!
نعم: هذا العاشقُ (...)
يجتمع هذا الأسبوع الذي نحن فيه ابتداءً من يوم السبت الماضي إلى الأربعاء نخبةٌ ولفيف ٌ من علماء الأمةِ وفقهائها وباحثيها، ومن مختلف أقطار المعمورة؛ ضمن منظومةٍ علميةٍ راقية تُسمّى (مجمع الفقه) وأعني به هنا: مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي (...)
ينادي كثيرون بأن تأخذ المرأة السعودية فرصتها في العمل؛ لتشارك في تنمية الوطن، ولتجد مصدر كسبٍ كريمًا يوفر لها ولأسرتها نوعًا من العيش الكريم.
وهذا -لا شك- مطلب معتبر ومشروع، وينبغي أن نتجاوز مرحلة التنظير له وفي أهميته ومشروعيته؛ فقد كثر الحديث فيه (...)
أكادُ أجزم أنني لم أر ولم ير غيري فيما أظن برنامجاً إعلامياً صريحاً جريئاً ثقيلاً في وزنه عجيباً في إعداده مثل برنامج الثامنة مع داود! في مناقشة قضايانا الإجتماعيةِ والإقتصادية الداخلية .
ومع كل ما قيل وما يقال وما يتبرع به بعض المُحللين في المجالس (...)
في هذا الوقت من كل عام، يعدُّ العدّةَ فيه عددٌ كبيرٌ من الأسر، والعوائل، والأفراد للسفر والسياحة داخل الوطن وخارجه، وينفقون في ذلك الأموال الطائلة، ولا حرج في السفر والتنزه إن لم يصاحبه أو يقترن به أمرٌ محرّمٌ، أو تفويتٌ لأمرٍ واجبٍ من واجبات (...)
العلماء المتقدمون بل قبل ذلك الصحابةُ رضوان اللهُ عليهم جميعًا؛ بل قبل هؤلاء جميعًا سيدُ الخلق ومعلمُ الناس الخير صلوات ربي وسلامه عليه؛ كان أقل الناس كلامًا حتى إن العاد (من العدّ) لو أراد أن يُحصي كلماتِه لأحصاها من قلتها!
ولكنه صلى الله عليه (...)
معارض الكتب عمومًا من أجمل وأمتع وأهم المناشط العلمية والثقافية في أي مجتمع، فهو أشبه ما يكون بسوق كبير تجلب إليه وفيه أبرز ما تدفع به المطابع من دراسات وبحوث، وتجتمع فيه عصارات العقول ونتائج الأفكار والمجتمع الذي يحتفي بهذه المعارض، ويعتني بها (...)
إن خادم الحرمين الشريفين -وفقه اللهُ لكلِّ خير- في كلِّ ما يصدر عنه من توجيهات وقرارات وأوامر إنما يصدرُ عن حبٍ صادق لهذا الوطن والمواطن، وعن رغبةٍ صادقةٍ في تحقيقِ ما يضمن كرامةَ المواطن وعيشهُ عِيشةً هنيئة، يتحققُ له فيها على أرض الواقع: توفير (...)
ظاهرة التصدي لتفسير الرؤى والبروز لها والتخصص فيها، وجعلها من أبواب الكسب والتكسب واستنزاف جيوب النائمين الحالمين؛ ظاهرة حادثة في الأمة ولا شك، فمنذ متى كان المُعبر -بضم الميم- يجعل لكل رؤيا يُفسِّرها رسمًا ماليًا يُدفع مقدمًا من خلال تلك الأرقام (...)
في مثل هذه الأيام أو بعدها بقليل كنت أُجهِّز نفسي للقيام برحلتي السنوية التي أنتظرها كغيري من المهتمين المحبين المولعين بالكتاب؛ وذلك للسفر إلى أرض الكنانة لحضور معرضها الدولي الشهير للكتاب، وكانت الأمور والأوضاع والأمنيات والتوقعات هادئةً رتيبةً لا (...)
كان المواطنُ الصالحُ صالح يقرأُ بتمعنٍ وإعجاب في تاريخِ الطبري، حتى وصل ووقف عند القصة المشهورة للخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله عندما نظر إلى تلك السحابة المارة من فوقه بكل اطمئنان وهدوء وهو يحاكيها ويقول بلسان الواثق: أمطري حيث شئت فسيأتيني (...)
من خلال تجربتي مع الطلاب وشؤونهم وشجونهم، ومن خلال عمادة شؤون الطلاب في جامعتي، اكتشفتُ أشياء كثيرة من حقها أن تُذكر وتُسطَّر لأنها نتاج تجربة وخلاصةُ سنوات من البحث والإدارة والهم، ومن هذه الشجون: أن طلابنا وشبابنا وبكل صدق معادنُ أصيلة، قد يظهر (...)
القدرات العلمية والعقلية النادرة؛ عالية التأهيل؛ ذات التأثير، نادرةٌ شحيحةٌ في مجتمعاتنا العربية، وقد تكون موجودةٌ بيننا ولا نعلم!
وسرّ ذلك أو أحدُ أسراره -واللهُ أعلم- قلةُ أو عدم الاهتمام المناسب والواجب بهذه النوعية من العلماء والمفكرين (...)