رحمَ الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمةً واسعة وغفر له ، ومهما أُوتيَ الكاتب الحصيف والبليغ من قُدرةٍ على الإيجاز والإيفاء فإنه لن يستطيع أن يختصر هذا الإنسان العظيم في كلماتٍ أو مقالات! ولكني أقول إن هذا الملك الإنسان تميّز بخصالٍ وسماتٍ جعلته إنساناً فريداً وملكاً عظيماً ! ومن أبرز هذه الخصال : طيبتُه ونقاءُ سريرتهِ وصفاء نفسه وعطفه الأبوي ، كل هذه الخصال كنتَ تستطيع أن تراها في عينيه وتشعرُ بها بين ثنايا كلماتِه وطيّاتِ نبراته! حديثه دائماً حديثٌ أبوي ملكي يدخل القلوب دون استئذان ! كان رحمه الله لايتكلّف ولا يتنمّق في خطابه وكلماته ،فهي مع بساطتها مؤثرةٌ وتحمل من المعاني القدْر الكبير! هذه الصفات التي حباها اللهُ للفقيد الكبير جمعتْ له قلوب الناس كبيرهم وصغيرهم قريبهم وبعيدهم ،حتى من خارج الوطن . ومن هذه الصفات أيضاً : ما كان يمتلكهُ من قدرةٍ رائعة وعجيبة على اتخاذ القرارات الصعبة وغير المسبوقة متى ما رأى المصلحة في ذلك! ومن مميزات الملك الراحل : ذلك القبول الذي كُتِبَ له عند الجميع ساسةٍ وقادةٍ وشعب ، مما هيأ له أسباب النجاح والتوفيق في مساعيه الحميدة والمشكورة والمشهورة في إنهاء الخلافات والإشكالات التي تحدثُ بين الأشقاء والأصدقاء سواء في عالمنا العربي أوالإسلامي . وسرُ ذلك: ماكان يحمله من صدقٍ وإخلاص واللهُ تعالى لايُضيع عمل المخلصين ، ولذلك وُفِّقَ الملك عبدالله وبكل يسرٍ وسهولة لحلِّ كثيرٍ من المُعضلات والإشكالات في جلسةٍ أو جلستين! اهتمّ الملك الراحل بعددٍ من الملفات المهمة والخطيرة والمؤثرة ،والتي ساهمت في تنمية البلد وتحقيق مصالحه ، ومنها: ملف التعليم العالي والذي شهِدَ قفزاتٍ نوعية وكمية كبيرة ،وملف القضاء الذي شهد إصلاحاً وتطويراً نوعياً له ولاشك آثاره الممتدة والكبيرة ، وملف ثالث عظيم الشأن جليلُ القدر كبير الأجر ؛ألا وهو: توسعة المسجد المكي الحرام بما فيها التوسعة العظيمة للمطاف ،تلك التوسعة التي ستكون التوسعة الأكبر في التاريخ! بحول الله وتوفيقه.. رحم اللهُ الفقيد الغالي والوالد الحاني لقد رأيتُ الدموع وشهدتُ الحزن في عيون الكبار والصغار والقريب والغريب فطبت حياً وميتاً بهذا الحب الصادق ، هكذا نحسبك أيها الملك الوالد والأبُ الحاني ، ووفق خليفتك ورفيق دربك الملك سلمان وولي عهده لكل خيرٍ وصلاحٍ ،نبايعهم على السمع والطاعةِ بالمعروف في المنشط والمكره وعلى أثرةٍ علينا ، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مُطمئناً رخاءً يا كريم. [email protected]