العلاقة الزوجية علاقة ربانية، جعلها الله سبحانه وتعالى آية من آياته العظيمة، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) إنه رباط وثيق، وعهد لا يُنقض، وأمانة سيسأل عنها كل راعٍ. العلاقة الزوجية الجيدة تُبنى على الثقة، وتوفير الجانب الآمن، وعدم الغدر، كما قال تعالى: "فإمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان". ولأجل تحقيق زواج آمن، والوصول إلى علاقة سوية يتمتع فيها الطرفان بحياة سعيدة يسودها التفاهم، والمحبة، والمودة، ويُبنى أساسها على الرحمة، وينعكس أثرها على الزوجين والأسرة كاملة، لا بد من مراعاة ما يلي: التدقيق في الاختيار من كلا الطرفين، والتركيز على الدين والأخلاق (مخافة الله)، فالبيوت تُبنى على الطاعة، وهذا هو أساس الأسرة المثالية. إجراء الفحوصات اللازمة (المخدرات، الخمور، وغيرها)، حتى لا تقع الفتاة ضحية لرجل لا يخاف الله فيها ولا يرحمها. التأكد من السلامة النفسية للطرفين، لأن الاستقرار النفسي ركيزة للحياة الزوجية السليمة. اختيار العائلة الطيبة، البعيدة عن الأحقاد والشر، والتي تتحلى بالصفات الحميدة كالكرم والطيبة والنخوة. مراعاة التوافق الاجتماعي، والاقتصادي، والعُمري، والثقافي. التأكد من صدق المشاعر بين الزوجين، والسماح بفترة كافية للتعرف على طباع بعضهما قبل الارتباط. وضع الشروط المناسبة للطرفين من جميع النواحي، ومعرفة كل طرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات، مع التخطيط الجيد لهذه الحياة. فالأسرة هي عمود المجتمع، والركيزة التي تُبنى عليها الأمم. صلاحها صلاح للمجتمع، ونجاح أفرادها نجاح للأمة بأكملها. لذا علينا جميعاً أن نتكاتف للمحافظة على تماسك الأسرة، ويكون ذلك بالاختيار الصحيح والدقيق للعلاقات الأسرية.