«رسالة إلى الشنفرى»
«أقِمْ صدورَ» المنايا لستُ ندمانا
«قد حُمّت» الأرضُ أشواقاً لموتانا!
ضاقتْ دوربٌ من الأحلام نعرفها
وأسفرَ الموتُ في هزلى مطايانا
«قد كان ما كان إن صدقاً وإن كذِباً»
لن يتعبَ القلبُ في تفسير ما كانا!
مُشرّدونَ على الماضي، (...)
يقول برنارد شو: «نصف المعرفة أشدّ خطورة من الجهل». ذلك أن الجاهل يمتاز بفضيلة الاعتراف بجهله، ومعرفة قصوره ونقصه، أما «نصف المتعلم» فهو جاهلٌ، يمتلك القشورَ، فيُوهِم الجهلاءَ، ويُوهِم نفسَه أنه عالِم، فيأتي بالعجائب! وقد ابتلانا الله – جلّت حكمته- (...)
كم من كتاب قرأته ثم مرَّ عليَّ وقت وجدتني لا أذكر منه شيئاً! صحيح أن قراءة كتاب ما يفيد القارئ، ويكوِّن رصيداً معرفياً، ولغوياً لديه، وصحيحٌ أن الكتاب، وإن نسيته، هو موجود في عقلك الباطن، يمنحك الخبرة، واللغة، والأسلوب؛ لكن هذا الأمر كان مؤرقاً (...)
عرف العربُ الشعرَ منذ قرون طويلةٍ يرى بعض النقاد أنها تزيد على خمسة عشر قرناً، وأن الشعر كان في بداياته حداءً يغنّيه العربي في صحبة الناقة والصحراء، فهو الموسيقى أولاً (وأعني الموسيقى بصورتها الأولى من حيث هي ألحان وترانيم)، ثم جاءت بعد ذلك أركانه (...)
لأنه أخذ أكثر من شهادة دكتوراة؛ أطلق عليه بعض طلابه لقب «الدكاترة زكي مبارك» وكان هذا اللقب أثيراً عنده محبباً إليه! كيف لا وهو الذي تورّمت ذاتُهُ حتى كان لا يرى أحداً يصل إلى مكانته أو يدانيها! هذا الرجل كان شاعراً وناقداً وصحافياً لسنوات طويلة، (...)
لم يكن طه حسين اسماً عابراً بهدوء في ثقافتتا العربية الحديثة، بل كان وحدَه بركاناً هزّ الأدب، والنقد، وأحدث كثيراً من الآثار الأدبية له، ولغيره، ولقد كانت أولى الهزات العنيفة، التي أحدثها هذا الرجل، أنه حصل على الدكتوراة في الأدب وهو كفيف في وقتٍ (...)
لم يعد غريباً على هذا العربيّ أن يعيش غريباً! فمنذ أن أصبحت بلاد العرب رهينة للجهل والظلم والاستبداد والطائفية في غالبيتها أراد الرجل العربي أن يعيش خارج هذه الأسوار، وأن يحمل جسده الموسوم بعذابات الأرض ليُلقيَ به بعيداً، حيث الحرية والخبز والأمان! (...)
كان إنشاء هيئة مكافحة الفساد أحد أهم إنجارات الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه، فقد آمن أن الفساد بشتى صوره موجود في الدوائر الحكومية ويحتاج إلى وقفة صارمة وعزم شديد للقضاء عليه، وما سيول جدة وأضرارها الكبيرة إلا ثمرة مُرّة لايزال (...)
أكثرنا رأى الدكتور عزام الدخيل في صورة الإنسان المتواضع والرجل المبتسم الخلوق، وهذه صورة تحمل دلالات مبشّرة لوزير يجلس كالناس ويمشي مثلهم ويتكلم كما يتكلمون! الآن وقد أصبح الدخيل وزيراً للتعليم فإن الحديث يطول عمّا ينتظر وزارته من مسؤوليات كبرى يجب (...)
ليس سراً أن مجموعة «لا يستهان بعددها» من الناس يؤيدون تنظيم داعش الدموي أو يميلون معه أو يبررون جرائمه، فحسابك في تويتر سيكشف لك كمية كبيرة من الذين يستهويهم عنف داعش وهمجيته ودمويته وسلوكه المنحط الوضيع، وسيزيد استغرابك وتكبر دهشتك إذا وجدت في (...)
الخيال نعمةٌ عظيمة يا صديقي القارئ فيه تستطيع أن تكون ما تريد ولو لدقائق قليلة تُخرجك من عالمك، الذي لا تحب إلى فضائك الذي تحب! وهل بقي لدينا نحن العرب شيءٌ يجعلنا في حالة أفضل سوى الخيال، الذي يذهب بنا ونذهب به؟!
تخيّل يا صديقي أنك تستطيع أن تأخذ (...)
لا يخفى على أحد ما وقع من جريمة نكراء غادرة أصابت شمالنا الحبيب، ولمن لا يعلم من المشايخ والمثقفين الذين لاذوا بالصمت هذه المرة (مع أن أصواتهم مرتفعة وصاخبة في قضايا خلافية!) فإن «عرعر» النقية بأهلها قد فُجعت كما هو الوطن بجنود بواسل دافعوا عن (...)
أجدادُنا الذين ذرعوا صحراءهم؛ وأنِسوا بحرِّها وبردها وصيفها وشتائها كانوا أكثر قُرباً لهذه الصحراء، وأكثر حُبَّاً، وكانوا أقدر منّا على مناجاتها إذا اختَلوا، ومغازلتها إذا طربوا، وعتابها إذا غضبوا، وعتاب المحبّ إسرافٌ في الحُب!
لقد شبع الأجدادُ (...)
لكل إنسان وجه يميّزه ويمنحه الاختلاف والتفرّد والحضور بشكل آخر، بطريقةٍ أخرى، بتعابير جديدة لا يمكن لها أن تكون إلا على وجهٍ واحد فقط، لُغتك هي «وجهك» الثقافي بين الأمم، «وفي الناس من يُهين وجهَه!»، وإنّ من البؤس الثقافي والإفلاس المعرفي أن يجادل (...)
هل يُعتبر الخليج في نظر بعضنا بلاد النفط فقط؟ سؤال يجب علينا إثارته في ظلّ ما نعيشه من تغيرات سياسية واقتصادية تمرّ بها المنطقة العربية، ولعلّ الحكمة أن نتدارك هذه الصورة النمطية التي كُرِّست في رؤية بعض حكومات وشعوب العالم، الاقتصاد عصب الحياة ولا (...)
كم مرّة سمعتَ أيها القارئ أن الشعر الفصيح «خرابيط»؟ ستسمعها حينما يفتح أحد الحضور مقطعاً في اليوتيوب لشاعرٍ يتحدّث عن زُرقة الأفكار التي تصارع أسراب البراغيث! أو حينما يقرأ أحدهم مجلّة مستشعرة على صفحاتها يشكو الشعراء من نعيق الأزقّة الغارقة في (...)
وهل للنخيل أن ينحني؟ لقد كان قدَره أن يظلَّ شامخاً يطاول برأسه سماء المحبة والكرامة، لم يكن يوماً من الأيام فاقداً لمعانيه الملهِمة العزيزة، حتى إن «اغتابه الشجرُ الهزيل؛ سيظل يسمو في فضاء الله»! ولم يكن لحادثة قذرة كحادثة الإرهاب هذه أن تمسَّ من (...)
لم نتعلّم بعدُ! يبدو أنّ هذه الأمة بحاجة إلى مزيدٍ من الدماء حتى تفهم درسَ الطبيعة وسُنّة الله في الحياة! منذ الانقسام السياسي الأول الذي قسم الأمة إلى نصفين وإلى الآن نارُ الطائفيّة تخمد حيناً وتشتعل أحياناً، والخسارةُ أكبر من التاريخ، وحياةُ العرب (...)
هذه موسوعة أدبية كبيرة جداً اسمها الموسوعة العالمية للأدب العربي «أدب»، وهي موسوعة تُعنى بالأدب العربي ونشره والاهتمام به، يقوم عليها مجموعة من الأدباء والمثقفين والأكاديميين، وقد جمعت هذه الموسوعة كمّاً كبيراً من الدواوين الشعرية المكتوبة والصوتيّة (...)
هكذا يقول أديب المهجر ميخائيل نعيمة: ما أكثر الناس؛ وما أندر الإنسان! وهذه كلمةٌ بليغة معبّرة، يفيض منها الصدق والألم في آنٍ واحد، ذلك أنّ المتأمل المتألم في واقع الحياة وصروف الدنيا يرى بعينه المبصرة كثرةَ الناس ويرى بعينه المُتبصّرة نُدرة (...)
الأدب هو التعبير الحيّ عن حياة الناس وآمالهم وآلامهم وتطلعاتهم وأحلامهم وأخطائهم، هو الموسيقى التي يضبط البشرُ إيقاع حياتهم عليها، وبه يستطيع هذا الكائن الإنسان أن يبقى إنساناً يحبّ ويتأمل ويسمو، لذلك كان من الحتميّ أن يحتلّ هذا الفنّ مكانة عظيمة في (...)
إننا ننحدر يا سادة! في كلِّ عامٍ ننزل درجة أو درجتين في سلّم الوعي والإدراك والذوق! هكذا يقول أحد المعلّمين القدماء من الذين أمضوا نصفَ أعمارهم في خدمة العلم وصداقة الكتاب، ولقد كان لكلماته وقعها في النفس ومكانها في الوجدان؛ فهو الذي مازال منذ 25 (...)
تكتظُّ قاعة المناقشة بالحضور الذين جاءوا رغبةً في الفائدة والمتعة العلمية، الطالب الجالس على كرسيِّ (التحقيق) كتب بحثاً في البلاغة العربية وشُكِّلت له لجنة من كلية اللغة العربية لمناقشته في أطروحته؛ حينما بدأ الهجوم على الطالب المسكين بدا لي أن (...)
نحن أمّة الشِعر ولا شكّ، فهو ديوان العرب وحافظ تراثهم والمدوّن لتاريخهم، وللشعر في نفس العربيّ منزلة خاصة لا يصل إليها فنّ من الفنون؛ ولذلك كانت القبيلة بأعيانها وفرسانها وقادتها وأشرافها تقيم الاحتفالات الكبرى إذا نبغ منها شاعر!
وقد كانت للشاعر (...)
- في الطائف البهية اجتمع شعراء من الخليج في بادرة مميزة من مجلس التعاون الخليجي، ميزة هذا الملتقى «ملتقى الشعر الخليجي» التقاء تجارب متباينة ومختلفة، ينتج عن هذه اللقاءات تلاقح فكري وفني بين المشاركين، وتخللت هذه اللقاءات ورقات نقدية جميلة أفاد منها (...)