تُعد منطقة الحدود الشمالية من أبرز المسارات التي تسلكها الطيور المهاجرة سنويًا، نظرًا لموقعها الجغرافي المميز الذي يربط بين قارات العالم القديم، وما تتمتع به من تنوع بيئي وغطاء نباتي طبيعي يُسهم في جذب مختلف أنواع الطيور، سواءً كانت عابرة أو مستوطنة. ورُصد طائر السمان أو "سمان القمح الشائع" في عددٍ من المواقع البرية قرب مدينة عرعر، حيث يُعد من أبرز الطيور المهاجرة التي تمر بالمملكة، لاسيما في المناطق الشمالية. ويتميز طائر السمان بلونه الرملي الممزوج بتدرجات ترابية، مما يمنحه قدرة عالية على التمويه في البيئات الصحراوية وشبه الصحراوية، ويُفضّل هذا الطائر المناطق المفتوحة، ويتغذى على الحشرات والنباتات الصغيرة. ويؤكد عدد من المختصين في مجال البيئة أن استمرار هجرة السمان وغيره من الطيور إلى المملكة يُعد مؤشرًا على استقرار وتوازن النظم البيئية الطبيعية، كما أن هذه الهجرات الموسمية تُشكّل مشهدًا طبيعيًا بديعًا يُثري التجربة البيئية والثقافية لسكان المنطقة والزوار من محبي الطبيعة والمراقبين. وتُسهم الطيور المهاجرة في تقديم خدمات بيئية أساسية، مثل نقل البذور، والحد من تكاثر الحشرات، وتحفيز التنوع البيولوجي، مما يجعلها عنصرًا لا غنى عنه في دورة الحياة البيئية.