نِعمٌ تترى، وخيراتٌ ظاهرة وباطنة، وكنوز مخبوءة حباها الله لهذه الأرض المباركة، المملكة العربية السعودية، التي اختصّها الله بأن جعل فيها موطن رسالته، ومنها انطلقت رسالة الإسلام والسلام والخير. وقد أكرمها الله بأن وهبها مكامن القوة المتمثّلة في: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، والموقع الاستراتيجي بين ثلاث قارات. من هنا، فلا غرابة أن تزفّ لنا بشائر الخير كل يوم خبراً باكتشافات جديدة في أرض الخير والعطاء، لتعلن أرض هذه البلاد أنه ما زال في جوفها الكثير مما يستحق أن يُكتَشف ويصان، ويبنى عليه. فبالأمس جرى الإعلان عن ثمانية اكتشافات جديدة للزيت العربي وستة اكتشافات للغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية والربع الخالي، لتعود بذلك المملكة إلى الواجهة كمصدر متجدد للطاقة، وكقلب نابض لسوق النفط العالمي، مرتكزة على رؤية 2030 التي لم تجعل من النفط غاية؛ وإنما نقطة انطلاق نحو تنويع الاقتصاد، وتعزيز التنمية المستدامة. وفي لحظة متزامنة تزف لنا هيئة التراث عن اكتشاف أثري عالي الأهمية لتعطي رسالة جلية للعالم أجمع بأنها غنية غنى واسع لا ينحصر في ثرواتها الطبيعية فقط، بل إنها غنية بحضارتها وتاريخها وجذورها الضاربة في العمق والأصالة، كنوز ثقافية تعمق شعورنا بالهوية والانتماء، وتفتح أمام الأجيال أبواباً واسعة للفخر والاعتزاز والمعرفة. إن هذه الاكتشافات مجتمعة ترسم ملامح وطن عظيم أحبَّ أرضه وصانها فبادلته حباً بحب، فمنحته خيراتها وكنوزها العظيمة، وجعلت من عبقرية جغرافيتها بكافة أنواعها من سهول وجبال وبحار وصحارى شاسعة وكثبانها ورمالها الذهبية، فضاءاً يتجاوز الامتداد الجغرافي لينبض بالطاقة والتاريخ والجمال البيئي الفريد. ولعل في هذه الاكتشافات ما يلهمنا جميعاً بأن نعمل على ترسيخ مسؤوليتنا جميعاً في الحفاظ على كنوزنا المادية والثقافية والتاريخية والحفاظ عليها وحسن استثمارها وصونها، وأن نكون كمواطنين في قلب المسؤولية وعياً وإنتاجاً وعطاءً وارتباطاً. وقصارى القول إننا نعيش عصراً ذهبياً عظيماً مستصحبين معنا رؤية الخير والمستقبل المدهش 2030، التي تؤكد أن بلادنا اليوم لا تراكم الثروات فقط، بل إنها تعيد تشكيل كل شيء بدءاً من الأرض وعلاقتها بالبيئة والتاريخ لنقدم للعالم أنموذجاً ريادياً متفرداً في التكامل بين الموارد والهوية، وبين التنمية والوعي.