كنت في أحد مراكز التسوق مطلع الأسبوع الماضي حين سمعت أحدهم يتمتم غاضباً: «فين الدبوس.. هاتي الدبوس» لم أفهم ماذا يقول هذا الرجل الغاضب -والذي بدا أنه مصابٌ باضطراب نفسي- لطفله الذي لم يكمل الخمسة أعوام والذي بدت في عينيه كل علامات الرعب والخوف، (...)
«القهوة لا تُشرب على عجل.. القهوة أخت الوقت تُحتسى على مهل.. القهوة صوتُ المذاق صوت الرائحة.. القهوة تأمُّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات»..
محمود درويش
* الخامسة صباحًا، حمام سريع يعمل كرابط ذهني دلالة على النشاط والحيوية، لذلك أتفادى أخذ حمام ليلي (...)
طريق العودة اليوم من مدريد؛ يأخذنا بالقرب من بركان «إتنا»!، نعم الطيران بالقرب من الدخان البركاني محظور، بل وهناك تحذيرات دورية ونشرات للنشاطات البركانية، وعندما انفجر بركان آيسلندا الذي احتار في نطق اسمه -ذي الستة عشر حرفًا- مراسلو شبكات التلفزة (...)
وقف بملابسه الرثة يُلقي نظرة أخيرة على تلك الأرض التي أمضى فيها نصف عمره، وها هو الآن يُوشك أن يركب المجهول، بعدما استدان ليدفع لأحد المُهرِّبين ثمن مساحة بسيطة في إحدى قوارب الموت.. كان حينها يُحدِّث نفسه:
* (ما كان ظني أن تكونَ نهايتي
في آخر (...)
وجاءت العطلة التي ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر .
لكن العطل تختلف وتتنوع ، فهناك العطل الفارهة في الريڤيرا الفرنسية وهناك ينشط المتسوقون الذين تصيبهم كلمة «تخفيضات نهائية» بكثير من الهلع وشيء من الجزع!
هناك من سافر ولم يغادر بيئته فبحث عن ذاك المطعم (...)
دخلت إلى المقطورة الثالثة التي اخترتها عمداً لعلمي بأنها تتوقف أمام مخرج المحطة التي أقصدها ! يا للكسل ! جلست على أحد المقاعد وقد ضمنت الجلوس لعشر دقائق على الأقل بسبب بعد محطتي ، فقررت أن ألتهم طبق السلطة الذي اخترت مكوناته بنفسي من أحد المحال التي (...)
لاحت في الأفق مؤخراً ظاهرة 'الكتاب الناشئين' و زخم تأليف الكتب ، وظهر معها بعض الانتقادات و أحياناً التساؤلات : ما سر إقبال هؤلاء الشباب على الكتابة فجاةً؟ ، هل هي ظاهرة صحية ؟ ماذا عن تلك الكتب التي يشفق البعض على أشجار ٍ قطعت من أجلها ؟
حاولت (...)
السبت 22 فبراير العاشرة صباحاً.
أوشكنا على الهبوط في مطار كوتشن ، الدخان يلف مشارف المدينة ، ذكرني ذلك الدخان برحلة الى القاهرة حينما شاهدنا المدرج قبل ميل ٍ واحد فقط رغم أن الرؤية المذكورة في تقرير البرج هي 8 أميال ! فقلت بعد هبوطنا للبرج بطريقة (...)
أكبر ديمقراطية في العالم ، أرى ذلك حالما أخرج من صالة الوصول حين يتجمهر المئات في تلاحم عجيب بين أجساد البشر ، فكلما ضاقت المدن بملايين سكانها كلما انعدمت المساحة الشخصية لقاطنيها! في دلهي وحدها خمسة وعشرون مليوناً !
في الهند مئات الملايين تحت خط (...)
عاش الإنسان آلاف السنين رابضاً على الأرض دون أن يطير، وهذه حقبة لوحدها.
ثم جاء اليوم الذي حلق فيه الإنسان وبدأت حقبة جديدة بالكلية، فالإنسان الذي طار وشاهد من الجو الأرض التي ربض عليها قروناً طوال، أضاف إلى حواسه بعداً جديداً لأول مرة، وتميز عن (...)
"يبدو يوماً سيئاً" يقول "مارك" سائق تاكسي لندن الأسود الشهير، ففي عاصمة الضباب يشتاق الناس إلى الشمس ودفئها، بينما نحِنُّ نحن القادمون من تحت أشعتها طوال 360 يوماً (5 أيام مطر!) إلى احتجابها بعض الشيء، ونبتهج برؤية الدنيا من حولنا بدرجة الضوء (...)
خروجاً من مرآب الطابق السابع في ذاك المتجر المهيب المتعدد الطوابق في تلك المدينة متعددة الناطحات أطل وجه بدت عليه علامات الشيخوخة يمشي الهوينى.. مهلاً أليس هذا هو الأديب العربي المشهور؟ ولربما آثر العزلة في هذه السن كي لا يراه من أحبوه وعرفوه (...)
الأسبوع الماضي وضعت صورة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لزي طيارَين اثنين وعلقت تحتها:
«كل طائرة تحتاج إلى طيار قائد محنك يملك الخبرة وشاب متحمس له عينا صقر، فهل أعطي الشباب فرصتهم؟»
كانت التعليقات تُجمع على النفي باستثناء تعليق المربية د. نجلاء (...)
"لتجد امرأة كخديجة، لابد أن تكون رجلاً كمحمد" د. مصطفى محمود
سؤال فلسفي يدور في ذهني منذ سنوات على غرار البيضة و الدجاجة..هل كانت بعض الشعوب العربية سيئة فامتطتها زمرة من عجينتها؟ أم أنها ابتليت بزعماء بعضهم فاسدون سفلوا بها و عادوا بها الى الوراء (...)
l الجمعة 1 ذي الحجة: «جميلة يا روح أبوها» هكذا ولدت جميلة، ويوم عقيقتها لبس والدها مشلحاً أبيض وبدا في غاية الفرح والابتهاج.
السبت 2 محرم: جميلة تدخل السنة الأولى في المدرسة الخاصة، بعض التكاليف المادية الإضافية لن تقف عائقاً أمام حسن تعليمها.
الأحد (...)
منذ القدم عرف الفول بأنه أكل البسطاء والمجتمعات في الإقتصادات البطيئة!
لكن هل هناك فول للميسورين والوجهاء ؟ الى مكة تعود بنا آلة الزمان والى منتصف الخمسينات حيث يروي لنا العم عبدالله الرواس والعم درويش زقزوق قصة العم "الديباني" (بالدال لا بالذال) (...)
في الطفولة كان هناك مشهد كرتوني طريف للمحقق الفرنسي 'كلوسو' الذي وصل الى لندن خلف لص مطلوب فشرع بإطلاق النار عليه،وإذا بشرطي وقور يستوقفه ويقول له بمنتهى البرود الإنجليزي : "In England No Shooting" ! "إطلاق النار ممنوع في إنجلترا".
في المرة الأولى (...)
باريس ببساطة شكل بيضاوي تتوسطه حدوة حصان وهي نهر السين الذي يدخل باريس من الناحية الجنوبية الشرقية ويمتد للمنتصف، ليخرج من الناحية الجنوبية الغربية. مقسمة باتجاه عقارب الساعة إلى عشرين "قطعة" تسمى "الدائرة" تبدأ من منتصف باريس الأولى وهي الجزيرتان (...)
كنت مع صديقي نشاهد فيلمًا غربيًا، وتأثّرنا سويًا بمشهد طفلة ضائعة تلوح بعلم بلادها لتلفت انتباه طائرات النجدة، فقلت وأنا أسترجع ذلك الجدال السنوي في اليوم الوطني وسط تصرفاتٍ مُؤسِّفة من البعض بدعوى حب الوطن: ألا نستحق أن نحتفل بوطننا ولو يومًا (...)
كانت مدينة "ديزني لاند" تبدو لي عالمًا ضخمًا تستحيل زيارته في يومٍ أو اثنين؛ ولما زرتها عن كبر بدت لي أصغر مما تخيلت بكثير، كما كنت أجزم أن الصحيفة اليومية قد تأخذ قراءتها عامًا كاملًا.
كنت أرى الأمور كما قيل لي، فصدقت أن فريقًا من البشر يملك (...)
عندما كنا في صفوف المدرسة كان ينبغي على الواحد منا معشر الطلاب الإنتباه للمعلم و مجاراته و فهمه مهما كلف الأمر،وإن استوقف أحدنا الأستاذ لعدم فهمه أمراً ما فإن تململاً يصيب الطلاب "الفلتات" الذين لا يقنعون بنسبة 95٪ حين يحصلون عليها بل و ينتحبون على (...)
كنا قد أضأنا إشارة ربط أحزمة المقاعد ، و بدأنا بالهبوط التدريجي لنقترب شيئاً فشيئاً من وجهتنا ... ترقب وتحفز من جميع المسافرين ... الهبوط كما أسلفنا يشكل بحد ذاته مشكلة كبرى لدى الكثيرين بسبب ماسمعوه و شاهدوه من خلال السينما والإعلام ... الا أننا (...)
الشرق- السعودية
إياك وأن تولد مرة واحدةيولد الكثيرون مرة واحدة وهي ولادة لا اختيارية ... وما أجمل أن يولد المرء أكثر من مرة في عمره.
من اقتحم جنة القراءة وغاص بين الكتب بعد ظمأ 'اللا قراءة' ... فقد ولد من جديد، وهذه ولادة فكرية.
ومن قام بعد سقطة عن (...)
منذ أن رأيته في صالة المطار وهو ساخط ، خشيت أن يكون مقعدي بجواره في الطائرة، هكذا بدت على وجهه علامات السخط .. هناك أُناس يشكون 'لحظياً' من الحدث وسرعان ماينشغلون بشيء آخر ، وهناك آخرون ناقمون من كل شيء ، قدموا بانطباعٍ مسبق فلن ولم يروا الا (...)
توقفوا.....» أقولها صارخاً .. فيصمت الجميع من حولي بعد ضجيج رهيب ، مشهد أتخيله بين الفينة والأخرى ونحن نعيش حالة من «تمزيق الملابس» السائدة في وسائل الإعلام ، التواصل الإجتماعي ، والمجالس.
فمنذ أن أسس لهذا المذهب العبد الفقير إلى ربه 'جورج بوش' إبن (...)