تفاعل الإيرانيون، الذين أنهكتهم العقوبات القاسية على مدى سنوات طويلة والقلق من التهديد الأميركي بعمل عسكري، مع احتمال إجراء محادثات في مطلع الأسبوع المقبل بالتعبير عن الأمل في خروجها بنتائج إيجابية مما عزز سوق الأسهم والعملة الإيرانية. ومن المقرر أن تتناول المحادثات الأميركية الإيرانية في سلطنة عمان النزاع الطويل بين إيران والغرب بشأن برنامج طهران النووي، رغم أن مسؤولين إيرانيين يشككون في إمكانية إحراز تقدم. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرارا وتكرارا بالقصف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق. وظل كثيرون في إيران، تحدثت إليهم رويترز عبر الهاتف، متشائمين بشأن المستقبل. لكن حتى الفرصة الضئيلة السانحة للتوصل إلى اتفاق مع رئيس أميركي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته والذي كثيرا ما تفاخر بمهاراته التفاوضية أعطت بعضهم القليل من التفاؤل. وبعد أن أعلن ترمب عن المحادثات، ارتفعت قيمة الريال الإيراني، الذي هبط إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 1050 ألفا مقابل الدولار، والذي غالبا ما تتأثر قيمته بالتحولات الجيوسياسية في إيران، ارتفاعا طفيفا إلى 999 ألفا مقابل الدولار. وقد ساد التوتر علاقات إيران مع قوى غربية ودول كبرى أخرى خلال معظم العقود التي تلت الثورة الإسلامية في 1979، خاصة منذ 2003 عندما أصبح النزاع حول برنامجها لتخصيب اليورانيوم في الصدارة. وقال أمير حميديان، وهو موظف حكومي متقاعد في طهران "عانينا لسنوات من هذا النزاع. حان الوقت لإنهاء هذه المواجهة. نريد أن نعيش حياة طبيعية دون عداوات ودون ضغوط اقتصادية على وجه الخصوص". وأضاف حميديان، وهو أب لثلاثة يعادل راتبه الشهري حوالي 120 دولارا، "لا أريد أن تتعرض بلادي للقصف... الحياة مكلفة للغاية بالفعل. قوتي الشرائية تتقلص كل يوم". وقال أربعة مسؤولين إيرانيين لرويترز في مارس إن على الرغم من خطابها المتشدد، تشعر المؤسسة الدينية في إيران أنها مضطرة للموافقة على المحادثات بسبب مخاوف من أن يؤدي الغضب من تدهور الاقتصاد إلى اندلاع احتجاجات. ويرى خبراء اقتصاد أن تخفيف العقوبات قد يخفض تكاليف الاستيراد ويعزز أسعار الصادرات للشركات الإيرانية، لكن المستثمرين الحذرين يتمسكون بالمراهنات قصيرة الأجل وسط شكوك بشأن ما ستسفر عنه المحادثات المقرر عقدها يوم السبت. شعور بالقلق تشكك العديد من الإيرانيين العاديين في أن تأتي المحادثات بنتائج بعدما شهدوا جهودا متكررة غير مثمرة لحل الأزمة بين الحكومة والغرب. وعبرت مينو (32 عاما)، وهي ربة منزل وأم لطفلين من مدينة أصفهان بوسط البلاد، عن تشاؤمها. وقالت "لن يكون هناك اتفاق. هناك فجوة كبيرة بين الجانبين. ترمب سيقصفنا. ماذا نفعل؟ إلى أين نذهب؟ سحبت كل مدخراتي من البنك ليكون معي بعض النقود في المنزل إذا هاجمت الولاياتالمتحدة أو إسرائيل إيران". وأعلن ترمب أنه سيتبع مجددا سياسة "أقصى الضغوط" مع إيران، وهي سياسة أسهمت خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021 في وضع الاقتصاد الإيراني على شفا الانهيار عن طريق فرض عقوبات على صادرات النفط رغم أن طهران وجدت طرقا للتهرب من الحظر. وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مرارا أن العقوبات جعلت مشكلات البلاد الاقتصادية أصعب مما كانت عليه خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي. وقالت مهسا (22 عاما)، وهي طالبة جامعية من مدينة ساري في شمال البلاد "سأموت من القلق، طفح الكيل. ليس عليكم إلا أن تتوصلوا إلى اتفاق وتنهوا بؤسنا". وينظم إيرانيون تظاهرات بين فترة وأخرى منذ 2017 احتجاجا على تدني مستويات المعيشة وللمطالبة "بتغيير النظام". وقال محمد أمين حسيني (27 عاما) من مدينة مشهد بشمال شرق البلاد "زعيمنا الأعلى على دراية تامة بالوضع، وسيخرجنا من المأزق. وسندعمه مهما كان قراره".