الأسبوع الماضي وضعت صورة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي لزي طيارَين اثنين وعلقت تحتها: «كل طائرة تحتاج إلى طيار قائد محنك يملك الخبرة وشاب متحمس له عينا صقر، فهل أعطي الشباب فرصتهم؟» كانت التعليقات تُجمع على النفي باستثناء تعليق المربية د. نجلاء المزروع التي قالت: «الفرص تؤخذ ولا تُعطى». والحقيقة أن الكلمة فتحت نافذة أمام عيني وحلقت بي في فضاء التأمل. في العقود الماضية فشلت محاولات الأجهزة المعنية في إقناع المواطن بالإمساك بأعمال المحال الصغيرة، وسُنّت عدة قوانين لمنع العمالة الوافدة التي التفّت على القوانين وقضت على الآمال مع تقاعس المواطنين ونفورهم من تلك الحرف. ورغم كل السلبيات وقصص البطالة المقنعة والشباب الذين يقبضون أموالاً وتأمينات طبية وهم نائمون إلا أننا لا نستطيع إغفال قصص باهرة لشباب يستحقون الإشادة وتسليط الضوء. انتشر قبل فترة مقطع على اليوتيوب للشاب «ياسين كامل» انتقد فيه بطريقة طريفة سيطرة طبقة معينة على مجال الفن والإعلان، الجدير بالذكر أن ياسين نفسه فُتحت أمامه الآفاق بعد ذلك المقطع!. عندما زرت «نادي جدة للكوميديا» سرّني أن يكون العمل سعودياً بامتياز، إلا أن ما لفت انتباهي أن عامل الصوتيات هو أيضاً شاب سعودي وليس فلبينيًا كما جرت العادة أن يكون هو الاستثناء، بل وإن شركات إنتاج شبابية كثيرة اليوم باتت تقوم على مجهودات شبابية لشباب موهوبين بالفطرة. ومنذ أيام التقيتُ بمسؤول مبيعات في إحدى شركات السيارات اسمه «عبدالرحمن السويد»، وهو نموذج للشاب المحترف المقتنع بعمله والشغوف به، ذو بال طويل يمتلك كل ما يريده الزبون من معلومات ويقدمها في وقتها بحماس، لكنه في نفس الوقت ليس بلحوح. يقول الشاعر أبو قاسم الشابي: و من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ومنذ أشهر جمعنا عشاء بشاب عصامي بمعنى الكلمة، الشاب لؤي لبني مثال لشباب قاوموا مطبّات وضعتها الظروف أمامهم، لكنه أصر على تجاوزها، وثابر لدخول الكلية التي يريد، بل ودَرس بها وافتتح مكتبًا تبلغ مساحته أمتارًا بسيطة، ومنه توسع لمكتب أكبر وألّف كتابًا في تخصصه وتم تكريمه لاحقًا. هذه إضاءة سريعة لبعض القصص المضيئة للشباب، وعما قريب قد أُسلِّط الضوء على شابات قمن بتكسير الحجر. الثمار الناضجة.. وجدت من يقطفها.