الشرق- السعودية إياك وأن تولد مرة واحدةيولد الكثيرون مرة واحدة وهي ولادة لا اختيارية ... وما أجمل أن يولد المرء أكثر من مرة في عمره. من اقتحم جنة القراءة وغاص بين الكتب بعد ظمأ 'اللا قراءة' ... فقد ولد من جديد، وهذه ولادة فكرية. ومن قام بعد سقطة عن جواد الحياة بعد أن أعرضت عنه ... فقد ولد من جديد.. ومن عاش لايعرف للنشاط والرياضة طريقاً ، فارتبط بمجموعة 'دراجين' (دراجات هوائية) فودع السمنة وألقى أريكة المنزل وراء ظهره ... فقد ولد من جديد ، وهذه ولادة صحية. والأمم أيضاً تولد من جديد ، وكم من أمة أوشك الأطباء أن يفصلوا الأجهزة عن جسدها المُنهَك ، فانتشلها أبناؤها وكأنها أنجبتهم منذ زمن وادخرتهم لهذه اللحظة الفارقة، فولدت أمة جديدة ببعثة الرسول محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) ، وولدت اليابان وألمانيا من رحم حرب عالمية ثانية بعزيمة أبنائها ، وولدت أفريقيا الجنوبية بزعامة 'ماديبا' وحبه. صدق أو لا تصدق ، الولادة الجديدة إختيارية ! لكل من فتح عقله وقلبه للجديد حين يحين موعد التجديد ، وقد شبه الكاتب 'سبنسر جونسون' أصناف الناس تجاه التغيير في كتابه الشهير 'من حرك قطعة الجبن الخاصة' بشخصيات متعددة منهم من يرفض التجديد والتكيف فيموت ، ومنهم من يبتسم ويركض تجاه المكان الجديد فيجد مايسره. الساكن لايتحرك ، والتكيف مع التغيير سنة الكون منذ الأزل ... والصفة الجذرية في بعض المجتمعات هي تغليب السكون وإيثاره لأنه يعطي شعوراً بالرضا والراحة وهو الأسهل . وبعض الموظفين يقول : «لدي خبرة عشرين عاماً» وهذا هراء ، بل هي خبرة عام تكررت عشرين مرة ! إياك أن لا تولد من جديد وتركن الى 'اللا' حراك فكم من امرئ مات في الأربعين، ومات جسده في السبعين فكان كمن قال عنه الإمام الشافعي : وعاش قوم وهم في الناس أموات. دمتم بخير.