منذ أن رأيته في صالة المطار وهو ساخط ، خشيت أن يكون مقعدي بجواره في الطائرة، هكذا بدت على وجهه علامات السخط .. هناك أُناس يشكون 'لحظياً' من الحدث وسرعان ماينشغلون بشيء آخر ، وهناك آخرون ناقمون من كل شيء ، قدموا بانطباعٍ مسبق فلن ولم يروا الا مايريدون .. صعدنا الطائرة وحصل ماكنت أخشاه.. جلست بجانبه ، وبدأ يشكو من كل شيء : «هكذا هذا الناقل الوطني دائماً « قال الرجل سكت وأكملت قراءة صحيفتي.. فهذه الأحاديث الموجهة بصوت عال لاتستهويني وغالباً ماينال مستمعها مالايريد سماعه. أردف «الصالة مزدحمة.. وأسعار المرطبات مرتفعة. . تصور فجأة أعلنوا عن تأخر الرحلة ؟ « قلت : مرحباً سيدي ، أتفهم رغبتك في الحصول على خدمات جيدة ، ولكن دعني أوضح لك ماأعرفه .. كما تعلم الصالة ليست ملك الناقل الوطني ولا غيره ، فهو مستفيد من خدماتها كالشركات الأخرى.. وكذلك منافذ البيع هي لمستأجرين من القطاع الخاص.. بالنسبة للتأخير فهذا يحصل في كل بقاع الدنيا « قال : ألم يكونوا يعلمون بالتأخير مبكراً ؟ - هذه أمور تحصل لعدة أسباب كتغير الطقس وسلامة الصيانة وجداول الطاقم التي تخضع لقوانين دولية» - ولِم نقلع في الصباح الباكر؟ هل تعلم أني لم أنم إلا ساعتين ؟ - مواعيد الإقلاع تخضع لعدة أمور منها الوقت المحدد من سلطات المطار الدولي الآخر الذي يفرض عليك وقت وصول ، وأحياناً مايكون المطار مغلقاً من منتصف الليل إلى الخامسة مثلاً ! ناهيك عن درجة الحرارة . - ومادخل درجة الحرارة !! - طبعاً فلها دور على وزن الطائرة الأقصى للإقلاع بناءً على الحمولة وهي أشياء دقيقة . - بالله عليك .. هل هذه وجبة للصباح ؟ خبز 'صامولي' وجبن رائحته سيئة.. هل رأيت كيف يتعامل هذا المضيف بصلافة معنا ! هل هذا يليق بالناقل الوطني؟! - هذا ليس الناقل الوطني ! هذا طيران «أوروبي» يشارك الناقل الوطني رمز الرحلة ! أُسقط في يد صديقنا الناقم .. فصمت - مارأيك الآن ؟ - لابأس بخدمتهم .. - والخبز «الصامولي» ؟ - هو خبز الباجيت الفرنسي ! - والجبن الفاسد ؟ - جبن «روكفورت» المعتق ! - والمضيف ؟ - هكذا الأوروبيون في خيلائهم ، إنه يذكرني بذلك النادل في المقهى الكائن في «مونبيلييه» عندما زرتها ! كم كانت أياماً... قلت مقاطعاً : ياعزيزي ، يبدو أن زامر الحي لايطرب !