عندما كنا في صفوف المدرسة كان ينبغي على الواحد منا معشر الطلاب الإنتباه للمعلم و مجاراته و فهمه مهما كلف الأمر،وإن استوقف أحدنا الأستاذ لعدم فهمه أمراً ما فإن تململاً يصيب الطلاب "الفلتات" الذين لا يقنعون بنسبة 95٪ حين يحصلون عليها بل و ينتحبون على ذلك! فيما نحن معشر المهمشين كنا نفرح بنسبة 89 ٪ ونشكر المولى عز وجل عليها ! وهذا الإستعجال بسبب ضيق الحصة و تململ أصدقائنا يتسبب فيما يسميه المختصون "Swiss Cheese Holes" أي "ثقوب الجبن السويسري" في أدمغة بعض الطلاب ليس بسبب غبائهم،و لكن غالباً بسبب إختلاف طريقة التعلم من شخص لآخر،فهناك الشخص البصري وهناك السمعي،وهناك من لديه صعوبات في التعلم كداء العباقرة "ADHD" الذي شُخص به آينشتاين،تشيرتشل،و السباح الكبير فيليبس، ويقوم النظام التعليمي السائد في دول العالم الثالث بدهس كل هؤلاء بعجلة تروسه السريعة وتحويلهم الى "فاشلين". وقد تنبأ أحد المعلمين بفشلنا الذريع يوماً ما بل و كان يسمينا باسم مجموعة "العشرة المبشرين" التي تختفي خلفها كلمة : "بالفشل" ! الغريب أن نبوءة ذلك الأستاذ خابت وخرج من ظهرانينا: المهندس و الطيار و المدعي بالحق المدني! الأطفال الذين سيذهبون الفصل القادم للصف الأول؛سيتقاعدون عام 2068 !ترى.. كيف سيكون العالم عليه في ذلك الوقت ؟؟ بالتأكيد إن طرقنا البدائية في التعليم يجب أن تتغير،و حتماً يجب أن نستعد لليوم الذي يذهب فيه المعلم للمنزل؛ليحل محل العشرة معلمين "مربٍ" واحد سآتي على ذكره. نعم الفكرة في أن يتم تجهيز فصول تعليمية ذات حواجز بسيطة بين الطلاب تحتوي على سماعات عازلة للصوت و يقوم الجميع بمشاهدة برامج معرفية على غرار "Khan Academy" يختارها هو كل يوم دراسي ليتم التناقش فيها لاحقاً مع المربي الذي سيكون على معرفة كبيرة واطلاع، كل من سيسخر من الفكرة أحترم رأيه و أحب أن أقول له إن الطيارين حول العالم باتوا يتبعون هذه الطريقة التي يطلق عليها "CBT" ويتم اختبار معلوماتهم حسابياً آخر يوم دراسي ومرة أخرى مع المدرب الطيار في نقاشٍ راقٍ وعلى مستوى. ذلك هو الفيصل في عملية التعليم، فهل يصلح الفيصل ما أفسده الدهر؟.