من حسنات وزارة العدل، منذ أيام أعلنت وزارة العدل عن استقرار العديد من الأسر ماليًا عبر الانتظام في صرف النفقة الشهرية دون تأخير، حيث قام خلال عام 2024 بصرف أكثر من 78 مليون ريال لأكثر من 23 ألف مستفيد. ويهدف صندوق النفقة إلى صرف النفقة للمستحقين دون تأخير، والإسهام في تحقيق التوازن المالي للأسرة، والحفاظ على استقرارها واستقرار المجتمع، وتعزيز المسؤولية عبر استرداد النفقة من المطالب بها. ونجح الصندوق في تعزيز التواصل مع الأسر المستفيدة والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم عبر أكثر من 11 ألف تذكرة استفسار، ونشر نحو 15 ألف رسالة توعوية، لنشر الوعي حول أهم ما يشغل بال المستفيدين ويحفظ حقوق جميع الأطراف... إلخ، بداية أسأل منهم الأطراف ذوي الحقول هم طرف واحد، الأم المطلقة وأبناؤها، أما المطلق فليس له شيء من الحقوق على مطلقته، وحقيقة فإن صندوق النفقة ذو مردود جيد وخدمة عظيمة لأولئك الضعفاء من المطلقات وأبنائهم وبناتهم الذين فقدوا الرعاية من آبائهم بسبب الانفصال الممقوت وهو أبغض الحلال على الله، وكثير من الآباء لا يراعون حقوق أبنائهم وبناتهم بعد الانفصال إذا كانوا بكفالة أمهاتهم، ويا ترى هل هذا بخل أو مجرد حرمان لحاجات في أنفسهم كالتضييق على أمهاتهم لتسعى هي من أجل عيشهم، ولكن الله نصر هؤلاء المظلومين من زوجات وأبناء وبنات بتنبه الوزارة لهذه الحالة المجتمعية، وتمكين أولئك من الحصول على حقوقهم المالية من آبائهم وهم مكرهين أو رغم أنوفهم. نعم، أقول رغم أنوفهم، فالحقوق التي لا يدفعونها للأبناء والبنات طوعاً سيدفعونها وهم مجبرون وحتى وإن كانوا كارهين. وقد حقق الصندوق مؤخرًا تحولًا جوهريًا في صرف النفقة للمستحقين دون تأخير، وهذا مهم أيضاً عبر إجراءات إلكترونية ميسرة، بداية من تقديم الطلب للحصول على النفقة وحتى صرفها، خلال 5 أيام عمل فقط، عند استيفاء الشروط، بينما كان الأمر سابقًا يستغرق شهورًا، في حال تعذر الاستقطاع، وحقيقة فهذا العمل هو نصر لهؤلاء الضعفاء المغلوبين على أمرهم من قبل الأزواج، وثم ألا يعلم هؤلاء الأزواج أن ما يجمعه الزوج المنفصل سيصير لأبنائه يوماً ما، فلمَ تحرم أبناءك منه اليوم، ويقال إن البعض يفعل هذا خشية أن تستفيد منه الأم، علماً أن الأم أرحم من هذا المنفصل بأبنائها على تغذيتهم وصحتهم، فقد تجوع ليشبعوا وتفقد الدفء ليستدفئوا وتقف بالشمس المحرقة ليستبردوا، بل البعض منهن تعمل لتغطي نقص النفقة المفروضة على المنفصل لئلا يحتاج الأبناء إلى مد اليد. فيا أيها الآباء المطلقون! اتقو الله بأنفسكم وارحموا أبناءكم وبناتكم من ضيق العيش، فالذي لا تمنحونهم إياه اليوم طوعاً سيأخذونه منكم على كره منكم بموجب أحكام الشريعة السمحة بل سيأخذونه يوماً ما بحذافيره بعد أن تغمض أعينكم.