منذ القدم عرف الفول بأنه أكل البسطاء والمجتمعات في الإقتصادات البطيئة! لكن هل هناك فول للميسورين والوجهاء ؟ الى مكة تعود بنا آلة الزمان والى منتصف الخمسينات حيث يروي لنا العم عبدالله الرواس والعم درويش زقزوق قصة العم "الديباني" (بالدال لا بالذال) صاحب دكان الفول والسمن في شارع اليوسفي أحد شارعين مهمين في وقتها آنذاك والآخر هو شارع فيصل حيث تكثر متاجر البهارات والبقالات،لكنه ليس أي فول حسب ما يقول الشهود،ففي حين أن المرء آن ذاك يستطيع شراء فول بقرش أو اثنين الا أن فول الديباني كان بما يقارب الخمسة قروش! رغم بساطة الدكان الا أنه كما روى قمة في الترتيب والنظافة مستمداً ذلك من شخصية العم الديباني القوية الذي عرف بالحزم و قلة الكلام لكن ليس بجلافة بائع الحساء الشهير في نيويورك الذي أطلق علية "نازي الحساء"! تدلف للدكان وتضع إناءك على مصطبة طويلة خشبية حسب دورك وكذلك الذين يلونك،فول معتبر بالسمن البري قبل أن تعرف الناس الكوليسترول في أيام غابت فيها السيارات وكثرت الحركة. الجرة كبيرة بمقاييس اليوم لكنها جرة واحدة ! يبيعها العم شأن بعض الفوالين في ذلك الزمان..فيحمدون الله ثم يقول لك البائع: "جبرت" أي:"انتهيت والحمدلله" ثم يكمل يومه ببيع السمن والزيت وغيرها،وجرت العادة أن يقول أصحاب الدكاكين في الصباح الباكر : "استفتحت..خذ من جاري فلم يستفتح". وقد روى العم أحمد باديب عن فوالٍ كان يبتاع منه دخلت عليه سيدة بدت عليها علامات البؤس ذات يوم ولما جاء دورها لتطلب الكمية التي تريد أجابت: "بالصلاة عالنبي" فيفهم الفوال و يملأ إناءها عن آخره... بالصلاة على النبي.