وجاءت العطلة التي ينتظرها الكثيرون بفارغ الصبر . لكن العطل تختلف وتتنوع ، فهناك العطل الفارهة في الريڤيرا الفرنسية وهناك ينشط المتسوقون الذين تصيبهم كلمة «تخفيضات نهائية» بكثير من الهلع وشيء من الجزع! هناك من سافر ولم يغادر بيئته فبحث عن ذاك المطعم العربي وتلك القهوة التي يرتادها بنو جلدته! ولا أستطيع أن أخفي إعجابي بشابين يحملان حقائب على ظهريهما ويتنقلان بين مدن القارة العجوز عبر القطارات. لكني أكتب اليوم عن نوع مميز من الإجازات أعرضه على من يشاركونني هذا الإيقاع الصاخب طوال العام المليء بما يسمى ( died lines ) والمزدحم بالواجبات الإجتماعية. أتحدث عن فترة زمنية قليلة الخيارات، نعم فتعدد الخيارات بنظري وملاحقتها قد يخرج الإجازة من مفهوم التغيير والتجديد الى مفهوم الواجب والروتين. أذكر أننا ابتعنا ذات مرة تذكرة لمدينة 'ديزني' (تذكرة الثلاثة أيام تعادل ثمن تذكرة العام !). وبما أننا كنا نقطن بالقرب من المنتجع فقد قمنا بزيارته عدة مرات بتروٍ وهدوء ، وأذكر أننا استمتعنا بجزيرة ذات شجرة كبيرة كنا دوما نتجاهلها بسبب ضيق الوقت ، وكم استمتعنا بتفاصيلها و نظرنا لما حولنا بتأمل بل وجلسنا في مقهى لطيف لم نلحظه من قبل. الحقيقة أننا نقطن في فنادق باذخة دون أن نستمتع بخدماتها وكنا أولى بنا السكن في فنادق (bed & Breakfast )! متى كانت آخر مرة استمتعت فيها بالجلوس في بهو الفندق الذي تسكنه وأمسكت بكتاب ممتع مع كوبٍ من الشوكولا الساخنة؟! أو كنت تنظر بين الوقت والآخر في تفاصيل الزجاج في السقف آخِذاً نفساً عميقاً ؟! يهيئ الي أننا ومع الإيقاع السريع في حياتنا بحاجة أحياناً لعمل 'اللاشيء' قليلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.