واحد من كل 3 أشخاص في السعودية مهدد بالإصابة بالسكري من النوع الثاني خلال حياته... فقط بسبب نمط حياة غير صحي. كما أن قلة النوم وزيادة الجلوس يمكن أن تكون قاتلة، فبحسب الدراسات نمط الحياة الخامل يعادل تدخين 15 سيجارة يومياً من حيث الضرر على الصحة! شهدنا ومنذ بداية رمضان الماضي مبادرة رائعة تعكس التحول الكبير الذي تشهده السعودية في مجال الصحة العامة وصحة السكان، عبر إطلاق شركة الصحة القابضة حملة «صم بصحة» التي ترجمت جانباً مهماً من رؤية 2030 على أرض الواقع، عبر ترسيخ دور الوقاية وتعزيز أنماط الحياة الصحية المحوري في مستقبل القطاع الصحي السعودي. «صم بصحة» جسدت تحول التركيز من العلاج إلى الوقاية، ومن الرعاية الصحية التقليدية إلى تمكين الفرد من الحفاظ على صحته وتعزيزها وإدارة صحته بشكل استباقي. تكمن قوة حملة «صم بصحة» في بساطتها وعمق رسالتها. فهي لا تفرض نمط حياة مثالياً يصعب تحقيقه أو تنشر رسائل توعوية عامة بأسلوب جميل، بل تمكن الفرد وتدعوه إلى تطبيق خطوات واقعية يمكن لكل فرد اتباعها في كل وقت حتى خلال الصيام للمحافظة على صحته. اعتمدت الحملة على ثلاث رسائل صحية بسيطة وفعالة: 8 فحوصات طبية للكشف المبكر عن أمراض شائعة مثل السكري، ارتفاع الدهون، فقر الدم ونقص فيتامين د، المشي 8 آلاف خطوة يومياً كوسيلة لتعزيز النشاط البدني، النوم 8 ساعات يومياً لضمان التوازن البدني والنفسي. حملة «صم بصحة» حققت نتائج ملحوظة بحسب بعض التقارير المنشورة منذ إطلاق الحملة فخلال الأيام ال 5 الأولى، شارك نحو 223 ألف شخص في تحدي المشي اليومي، مسجلين أكثر من ملياري خطوة بينما تجاوزت أعداد الفحوصات المخبرية التي أجريت في الأسبوع الأول مئات الآلاف بينما تابعت الفعاليات التوعوية المختلفة التي أبدعت فيها التجمعات والتي شاركت من خلالها الناس أمسيات رمضان لمساعدتهم على اكتساب الوعي والمعرفة الصحية لاتخاذ قرارات صحية أفضل في رمضان وخارجه مما يؤكد أن الصحة مسؤولية مشتركة ما بين الفرد والمجتمع ومقدمي الرعاية الصحية. نجاح هذه الحملة يؤكد أن السعودية تسير بخطى واثقة نحو مجتمع واع صحياً، يملك أدوات الحفاظ على صحته، ويفهم أهمية الوقاية قبل الحاجة إلى العلاج. والأهم من ذلك، أن الحملات الصحية لم تعد مجرد شعارات موسمية وجهود فردية، بل أصبحت جزءاً من ثقافة مجتمعية مؤسسية وطنية تتناغم مع الرؤية المستقبلية للبلاد. «صم بصحة» هي رسالة للبدء للعيش بصحة عبر انتهاج أسلوب ونمط حياة صحي عبر خطوات بسيطة في رمضان تتبعها خطوات مستمرة لبقية الحياة فالصحة ليست هدفاً موقتاً، بل أسلوب حياة! والحفاظ عليها ليست مسؤولية مقدم الرعاية الصحية فحسب، بل مسؤولية يشترك فيها الجميع، الفرد عبر وعيه الصحي وقرارته الصحية والمجتمع من خلال دعمه وترسيخه لما يعزز الصحة ومقدمي الرعاية الصحية عبر تسهيل الوصول والحصول على الخدمات الصحية المناسبة للجميع. كما هي الحال كل عام في السابع من أبريل احتفينا في السعودية مع العالم باليوم العالمي للصحة، الذي حمل هذا العام شعار «بداية صحية لمستقبل واعد» وقد سبقنا العالم عبر الحملة المميزة «صم بصحة» فبين كل فحص أجري، وخطوة مشي قطعت، وساعة نوم اكتملت، قد بنينا لبنة جديدة في مسار «العيش بصحة»، ليصبح الإنسان أكثر وعياً، والمجتمع أكثر عافية، والنظام الصحي أكثر قوة والوطن أقرب إلى تحقيق رؤيته الطموحة.