«الحياة دون أقساط، موت بالتقسيط» هذا شعاري الذي أرفعه دوما، فراتبي الذي «أمغطه» طوال سنوات أصبح مرهقا جدا من كثرة الالتزامات التي يغطيها، طبعا أمد رجلي على قدر لحافي وأتكيف مع هذا الوضع غصبا عني، ولكني أشفقت على هذا الراتب مما يحمله من أثقال تنوء عن (...)
كأي شاب في بداية حياته العملية، فكرت وتدبرت وتأملت حولي وأنا أبحث عن وظيفة بأي دخل كان «محدود» أو «مخدود» من التواضع بحيث يكاد يكفيني لشراء الدخان.. عمليا لا وظيفة وأنا في بدايتي تكفيني للإيفاء بكل متطلباتي، لذلك فكرت أن أكون أشطر من غيري و«أجي» على (...)
تكفون لا أحد يجيب لي طاري «ساهر» وحملتهم الي يقولون لسلامتكم، المفروض يقولون لتعاستكم، لمغثتكم، لإفلاسكم، لحجركم بالبيت وهوجاسكم.
يا ناس صار «ساهر» فرعون على مشاويرنا، وصار العلة الغثيثة اللي وين ما تروح تلاقيها بوجهك! والعذر الي ما له أم ولا أبو (...)
حماري الغالي.. آه كم اشتقت إلى أيامنا الحلوة. تصلني رسائلك باستمرار، وآمل أن تصلك ردودي دون تأخير.
قلت لك إنني عملت في مهنة سائق تاكسي. يالله كم ألتقي من عجائب وغرائب يا حماري على هذا التاكسي.
أصدقك القول يا حماري.. أكثر ما يحيرني هو هذا الزحام (...)
حماري وقرة عيني. كم اشتقت إليك. أكتب إليك لأطمئنك على أحوالي. إنها على ما يرام يا صديقي. قلت لك الأسبوع الماضي إنني كنت موظفا مثاليا. لكن «المثالية»، غالبا ما تنقلب على صاحبها. فصلوني من الوظيفة. لكن لا تقلق. لقد عثرت على وظيفة أخرى. أنا الآن سائق (...)
حماري العزيز.. اشتياقي وقبلاتي الحارة. أخيرا حصلت على وظيفة. ولأنني دخت السبع دوخات حتى تمكنت من أن أصبح موظفا بعد أعوام من البطالة، فقد أخذت بنصيحتك في أن أكون موظفا محترما.
أخي وصديقي وحماري، «مادح نفسه كذاب». أعرف. لكنني بشهادة نفسي -على الأقل- (...)
حماري العزيز، أستودعك الله يا قرة عيني. فأخيرا وبعد أعوام من البحث وال «مطامر» عثرت على وظيفة. إنها في مدينة بعيدة يا عزيزي، ولذلك فأنا مضطر إلى توديعك قبل سفري.
تعلم يا حماري أنني لا أملك ثمن تذكرة طائرة، أخبروني أن علي أن أستخدم إحدى سيارات (...)
بدأت منذ عام تقريبا في اقتصاص جزء من راتبي الشهري من أجل توفير مصاريف سفري إلى جدة؛ حيث أضطر إلى القيام بذلك شهريا لوجود أسرتي هناك، وذلك بعد معاناة طويلة مع المطاعم والاستراحات المنتشرة على طريق الرياض – مكة التي أصبت بسببها بالتسمم خمس مرات (...)
الرجل المشرف على هذه الزاوية (معاناة كادح) يترصد حركاتي يوميا في أروقة الجريدة في سبيل أن أحمل عنه هم كتابتها، وعلي اليوم أن أقص عليكم حكايتي معه كخاتمة لهذه (المعاناة) الطويلة.هو يشبه القاتل المأجور.. استأجرته الجريدة للفتك بوقتي وأعصابي.. ولست (...)
إذا قادك حظك التعيس إلى قيادة سيارتك (النص عمر) على أحد طرقات السفر الطويلة برفقة عائلتك المصونة، فادعُ الله وحده ألا يحدث لك ما حدث معي، وتتعطل سيارتك في منطقة مقطوعة لا تجد فيها من يسعفك أو ينقذك أو حتى يتوقف لسؤالك عما حدث لك. أنا هنا لا ألوم من (...)
لا أعلم لماذا يصر بعض الأشخاص على الاستمرار بمبدأ النفاق الاجتماعي “المفضوح” الذي يستشري في مجتمعنا “المثالي”، حتى وصل إلى مرحلة الابتذال، فأصبح من الطبيعي لدينا مشاهدة شخصين يتبادلان التحايا وعبارات الإطراء وبعد أقل من عشر ثوان على افتراقهما تبدأ (...)
أثبتت لي أزمة الطيران الأخيرة أننا نعيش مأساة كبيرة على أرض مطاراتنا، ولكي أكون منصفا بعض الشيء، لم تكن مطاراتنا وحدها التي تعاني تلك الأزمة بل أغلب مطارات العالم، ولم تكن أزمة مبرمجة حتى يتم التفاعل معها بصورة أكثر حيوية، ولكنها حدثت بسبب ظروف (...)
أستفيق منذ الصباح الباكر لأجوب الأسواق بحثا عن البضاعة الجيدة والسعر الأمثل، ليبدأ عملي اليومي في طلب الرزق المباح بالشوارع، فأنتقل من مكان لمكان شمالا وجنوبا بحثا عن الزبائن و(هربا من أعين الأمانة) تحت أجواء تصنف بأنها فصول أربعة بحد ذاتها. فأكون (...)
وجدت نفسي أخيرا بحاجة ماسة إلى شراء سيارة صغيرة تكفيني شر الليموزينات وابتزاز سائقيها، ولحاجتي إلى قضاء مشاويري دون الانتظار ساعات حتى أجد وسيلة مواصلات تنقلني حيثما أريد، خاصة مع سوء وسائل النقل المحلية من حافلات، وانعدام الوسائل الأخرى مثل المترو (...)
أجزم بأنه لا يعاني أي شخص في العالم مع أنظمة جهة معينة مثلما يعاني السائق السعودي مع إدارة المرور!, فالنظام المروري على الرغم من صرامة مخالفاته وعقوباته إلا أنه نظام (مطاطي) بمعنى آخر أنه بإمكان أي فرد تحرير مخالفة بحق أي شخص بناءً على فهمه للنظام! (...)
في بداية الحكاية.. لست الا أنثى أجبرت على البقاء في المنزل بعد إتمام الشهادة الثانوية في انتظار فارس أحلامها الذي يرى والداها أنه هو مستقبلي؛ فلا تعليم يريدون لي ولا عمل أيضا، إنما الزواج هو الأمان والحياة والمستقبل في أعينهم.
نسوا أو تناسوا رغم (...)
ذات يوم كانت السماء خلابة تتخللها بعض الغيوم، كان يراودني حينها حلم أكاد أحققه، فشرعت في تنفيذه. أخذت بعض أغراضي المهمة، ومشيت قدما، وصلت المكان المراد، بدأت في تثبيت الأغراض ومحاولة اختيار الزاوية للحصول على أفضل رؤية لتحقيقه، لا شك أنه سهل المنال، (...)
في بداية الأمر كنت أعتقد أن صديقي يمازحني، ولكن الرجل كان يحمل الإثبات الذي لا يمكن نفيه أو تكذيبه، فبعد أن قمنا بعملية اختبار بسيطة لسرعة الإنترنت على موقع مختص لاختبار السرعات، اتضح أن السرعة تختلف اختلافا كليا عن السرعة المدفوع ثمنها.
حسنا.. (...)
تعددت الأسباب والمعاناة واحدة، وهذا ما ينطبق عليّ في تعاملي مع موضة التخفيض والبروشورات التي تحاصرك أينما اتجهت، أجدها دُسّت تحت باب بيتي بالأكوام، وبغباء الموزع الذي بلا نظر؛ فهو لا يميز بين بيت كادح مثلي لا يقيم الفأر فيه إلا لحب الوطن وبيوت (...)
يصر البعض على أني مصدر الشرور، ومن سيدنس شرف العائلة، لذا يلجؤون إلى مراقبتي حتى لا (أفسد وأفسد)! فعند ذهابي للجامعة أجد (حارسات الفضيلة) يفتشن حتى في رسائل جوالي!. وأعود للبيت لأجد أمي تلمح لي بأني (منحرفة) مثل تلك الشخصية بالمسلسل الخليجي!. وأبي (...)
أجد نفسي في حالات كثيرة محل شك واشتباه ممن لا يخصهم أمري، فهناك بعض الجهات التجارية أو الخدمية تقوم أحيانا بالتحري عن هويتي، والتأكد من شخصيتي بشكل تعجز عنه (أجدع) مؤسسة أمنية؛ مع أن هناك بيانات شبه موحدة معممة لدى الكثير من الجهات هي بيانات بطاقة (...)
أقسى شعور بالحياة، عندما تحس أنك كائن مهمّش، لا أحد يهتم بك أو يبادلك الاهتمام، إن كان لك رأي (يا زينك ساكت).. فمن الأفضل أن تحتفظ به لنفسك، لن يسمعه أحد ولن يأخذ به أحد، وإن لم يكن لك رأي فأنت تعيش على حافة الدنيا، أنت لا تساوي شيئا في نظر الجميع، (...)
باختصار أنا (سوبر مان) أو حتى لا نخرج عن الأعراف (سوبر وومن)، فأنا أعمل (دون مبالغة) لمدة تقارب 17 ساعة!، منذ طلوع الصباح وأنا ما بين إيقاظ الأطفال بل حتى الكبار، واستمر بالتنظيف بعد أن يذهب الجميع إلى دواماتهم ومدارسهم، وبحلول الظهيرة ابدأ بتجهيز (...)
قد يعتقد البعض أن هذه العينة ليس لها وجود على سطح الكرة الأرضية.. ولكن هذه العينة متوافرة في كل مجال له علاقة بالعمل، إذن إذا وُجد العمل فلا بد من وجود هذه العينة! إنهم أشخاص كرسوا وقتهم وجهدهم وكل ما يملكون لخدمة الكراسي الدائرة؛ فهم لا يتوانون عن (...)
لا شيء أثقل على نفس الموظف من اجتماع العمل الذي تبدو فيه عقدة الإنسان المقهور بكل تجلياتها من جهة، ونزعة التحكم والسيطرة التي يبديها رئيس الاجتماع من جهة أخرى.
وفي الدقائق القليلة التي لا أستسلم فيها إلى نوم عابر، تكون الجموع الأخرى من الموظفين (...)