وجدت نفسي أخيرا بحاجة ماسة إلى شراء سيارة صغيرة تكفيني شر الليموزينات وابتزاز سائقيها، ولحاجتي إلى قضاء مشاويري دون الانتظار ساعات حتى أجد وسيلة مواصلات تنقلني حيثما أريد، خاصة مع سوء وسائل النقل المحلية من حافلات، وانعدام الوسائل الأخرى مثل المترو أو القطارات الصغيرة داخل المدن الكبرى، بعد جولة على عدد من وكالات السيارات وموزعيها والمعارض والبنوك التي تشتري السيارات بعقود التأجير المنتهي بالتمليك، أحسست بالدوار والحيرة والتردد، فما بين تباين كبير في الأسعار بين وكالة وأخرى، وبين نار الفوائد التي تأكلها البنوك تحت مسمى هامش ربح مشروع، وبعد هذا كله أقرأ وأسمع عن مشكلات وعيوب تصنيعية في السيارات الحديثة، ويتم سحبها في كل دول العالم دون أن يحرك الوكلاء هنا ساكنا أو تسمع لهم صوتا، وبدون أن تتحفنا وزارة التجارة بتعليق يطمئننا على الوضع، كل تلك العوامل جعلتني أصرف النظر كليا عن شراء السيارة، واتخذت قرارا إجباريا بمصادقة الليموزينات بدلا من التردد على التشليح لإصلاح سيارتي الجديدة.