الرجل المشرف على هذه الزاوية (معاناة كادح) يترصد حركاتي يوميا في أروقة الجريدة في سبيل أن أحمل عنه هم كتابتها، وعلي اليوم أن أقص عليكم حكايتي معه كخاتمة لهذه (المعاناة) الطويلة.هو يشبه القاتل المأجور.. استأجرته الجريدة للفتك بوقتي وأعصابي.. ولست وحدي من تتم مطاردته واقتناصه من أفراد الطاقم التحريري، ولكني أزعم أن تعذيبي يمثل له سعادة كبرى لا تماثلها أي سعادة. مكتبه مطل على المساحة الأكبر من فسحات الجريدة، فلا جدوى إذن من التنصل والهرب بعيدا عن مرصده، ولا فرصة لدي لكي أقنعه بأن يترصد بشخص غيري يجعله همه اليومي بدلا مني، ولا مجال كذلك للتذرع بالتعب أو الإرهاق، ولا تنفع معه حيل الانشغال التي أحاول تمثيلها أمامه، ولا تفلح أيضا محاولاتي المستميتة في إقناعه بالكف عن ملاحقتي في ممرات الجريدة ومكاتبها.. وأحلامي كذلك..! رأيته في حلمي أمس، يقول لي: أبشر بالخير يا صديقي، فالزاوية ستتحول إلى أسبوعية.. ولكن: انتظرني السبت المقبل.