ذات يوم كانت السماء خلابة تتخللها بعض الغيوم، كان يراودني حينها حلم أكاد أحققه، فشرعت في تنفيذه. أخذت بعض أغراضي المهمة، ومشيت قدما، وصلت المكان المراد، بدأت في تثبيت الأغراض ومحاولة اختيار الزاوية للحصول على أفضل رؤية لتحقيقه، لا شك أنه سهل المنال، كان كل شيء مواتيا يومها. حتى اخترق ذلك الصوت القادم من البعيد كل مساحات الحرية بعبارة أتت كالتالي (هيه أنت يا ولد)، فالتفتّ مسرعا نحوه، فإذا هو رجل أمن تلاها بسؤال: (وش تسوي هنا؟). بدا لي أنه سؤال لا ينتظر الإجابة؛ فكل الأشياء كانت واضحة أمامه، فقد كنت في تقاطع شارع حيوي مهم مع شارع مهم آخر، مثبتا الكاميرا على الركيزة الثلاثية لالتقاط أفضل صورة لمبنى تجاري، وبدلا من هذا وجدت أنني متهم وأستجوب في قسم الشرطة، لا أعرف تهمتي على وجه التحديد.