في بداية الحكاية.. لست الا أنثى أجبرت على البقاء في المنزل بعد إتمام الشهادة الثانوية في انتظار فارس أحلامها الذي يرى والداها أنه هو مستقبلي؛ فلا تعليم يريدون لي ولا عمل أيضا، إنما الزواج هو الأمان والحياة والمستقبل في أعينهم. نسوا أو تناسوا رغم أنني حاولت أن أقنعهم أن شبابنا في هذا العصر يفضلون المرأة التي تعمل لكي تساعدهم على هذه الحياة الصعبة، وبالفعل مضت السنون، ولم يطرق بابنا طارق لكي يطلب يدي التي أصابها الهزل، كما أصاب جسدي من سوء التغذية الذي أعاني منه بسب الهم الذي طغى على قلبي.. أصبحت كائنا بلا فائدة بلا أمل بلا حياة بلا معنى بلا هدف. لو أنهم سمحوا لي بإكمال دراستي الجامعية لكنت الآن على الأقل أعمل وأحصل على راتب يوفر لي جميع احتياجاتي وسأكون بكل تأكيد داعمة مالية لوالدي، ولرأوا الخطاب يتوافدون على بيتنا.. حسرات وآهات هي أيامي.. وفي نهاية الحكاية لست إلا حطام أنثى.