أستفيق منذ الصباح الباكر لأجوب الأسواق بحثا عن البضاعة الجيدة والسعر الأمثل، ليبدأ عملي اليومي في طلب الرزق المباح بالشوارع، فأنتقل من مكان لمكان شمالا وجنوبا بحثا عن الزبائن و(هربا من أعين الأمانة) تحت أجواء تصنف بأنها فصول أربعة بحد ذاتها. فأكون دوما بين مطرقة (تشرط) الزبون وسندان الأمانة، ولكن كل ذلك يهون لأجل إطعام الأفواه الجائعة التي تنتظر ما يسد رمقها. ولكن ما يجعل إطعامهم غير ممكن في كثير من الأحيان، هي الحملات التي تشن علينا من قبل الأمانة، ثم مصادرة الخضار وإتلافه أمام الأعين، وأخيرا يقرر من يقبع على الكرسي الوثير فرض غرامة مالية علي غير عابئين بتوسلاتي لهم التي أحاول أن أقنعهم من خلالها بأنني لو أمتلك ثمن غرامة لما (تسدحت) تحت الشمس طمعا بحفنة ريالات لأبنائي!.