صدر التقرير السنوي لرؤية 2030 لما تحقق منها حتى نهاية 2024. جميعنا الصغير قبل الكبير وطالب المرحلة المتوسطة قبل الأكاديمي والمستفيد من تعليم أبنائنا كالمرضى في المستشفيات وغيرهم، وقبل أن نقرأ التقرير؛ بالتأكيد أننا متفقون على أن الرؤية حققت بل تجاوزت ما هو مخطط لسيرها، لأننا نرى ذلك كل صباح ومساء ونحن في طريقنا لأعمالنا أو لإنجاز معاملات حياتنا اليومية، رغم أن من اطلع على المخطط إبان إطلاق سمو ولي العهد للرؤية؛ حتى من أغلب القوى العالمية رأى بأن تنفيذه على أرض الواقع مجرد ضرب من الخيال ولا يمكننا تحقيقه حتى في 50 عاما، واليوم لم نعد ندري سوى عما سبقنا العالم كافة إليه، أما المحقق وسير التنفيذ على الجدول الزمني فمفروغ منه. سأركز هنا عن رقم ذكر في تقرير الرؤية وهو وجود ما يزيد عن 23.400 طالب مبتعث إلى أفضل 200 جامعة ومعهد حول العالم ضمن برنامج القدرات البشرية؛ فما يدعو للفخر في الأمر أن اثنتين من جامعاتنا المحلية دخلتا هذا التصنيف بالفعل وهي جامعة الملك سعود التي تصنف ضمن أفضل 100 جامعة حول العالم؛ وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من ضمن أفضل 200 جامعة حول العالم، فأصبحت قدراتنا البشرية هي من تختار؛ بل ولا تختار إلا النادر والأفضل الذي يليق بها، كاعتماد إستراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث على ابتعاث قدراتنا البشرية إلى 30 مؤسسة تعليمية تصنف الأفضل على مستوى العالم وفي تخصصات مختلفة. اليوم لم نعد نفرح بأن طلابنا ابتعثوا «والسلام» بل ما هي الجامعة التي تليق بالمكانة الإستراتيجية الطموحة لحكومتنا الرشيدة التي تريد أن ترى أبناءها وبناتها في قمتها عالميا. ففريق من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن صنف الأول عالميا في الطائرات المسيرة (الدرونز) في مسابقة دولية للطائرات دون طيار في 2024، كما صنفت قدرات المملكة البشرية من طلابها ضمن أفضل 5 دول عالميا في أكبر مسابقات العلوم (آيسف)، كما حصدت المملكة 114 ميدالية وجائزة كبرى في أكبر مسابقتين عالميتين للعلوم والهندسة والاختراع والابتكار، ونالت 138 جائزة عالمية في الاختراع بمعرض جنيف الدولي للاختراعات. إننا ليس ببعيد منذ أن شن عراب رؤيتنا حربا ناسفة لما سمي الصحوة ومخلفاتها المدمرة خصوصا على مناهجنا الدراسية التي كانت تغرد خارج التقدم العالمي؛ ولم تكن هناك أي جامعة سعودية تدخل في التصنيف العالمي كله، بينما اليوم أصبحت دول كبرى لها مئات السنين ترغب في اللحاق بركب قدراتنا البشرية في المحافل العالمية، فما نملك سوى الدعاء من أعماق قلوبنا أن يجعلنا الله نحتفل كل عام بهذا التقرير ونحن نرفل في عز و»ذرى بشت» خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية، حفظهما الله، وهذا كله ولم نتطرق سوى لجزء يسير من التقرير وهو (قدراتنا البشرية في رؤية 2030).