إذا قادك حظك التعيس إلى قيادة سيارتك (النص عمر) على أحد طرقات السفر الطويلة برفقة عائلتك المصونة، فادعُ الله وحده ألا يحدث لك ما حدث معي، وتتعطل سيارتك في منطقة مقطوعة لا تجد فيها من يسعفك أو ينقذك أو حتى يتوقف لسؤالك عما حدث لك. أنا هنا لا ألوم من مر بجواري بسرعة ولم يتوقف من أصحاب السيارات الخاصة وشاحنات النقل الثقيل؛ فلو كنت مكانهم لن أقف في تلك المنطقة التي اقتطعت من الحياة، ولكني أتساءل ببراءة: أين هم رجال أمن الطرق؟ وأين المحطات التي تسعف المسافرين، التي من المفترض وجودها كل 50 كيلومترا على الأقل ولا تترك عابري الطرقات تحت رحمة سائقي السطحات وأسعارهم النارية التي يستغلون فيها ضعف وخوف المسافر على نفسه وعياله وسيارته، واتفاقهم مع ورش معينة لنقل سيارتك إليها؟ ما يحيرني ويجعلني عاجزا عن الفهم: كيف تحوي بلادنا هذه الشبكة الهائلة من الطرق وتخلو من الخدمات الأساسية لدعم تلك الطرق؟