أثبتت لي أزمة الطيران الأخيرة أننا نعيش مأساة كبيرة على أرض مطاراتنا، ولكي أكون منصفا بعض الشيء، لم تكن مطاراتنا وحدها التي تعاني تلك الأزمة بل أغلب مطارات العالم، ولم تكن أزمة مبرمجة حتى يتم التفاعل معها بصورة أكثر حيوية، ولكنها حدثت بسبب ظروف طبيعية أدت إلى خسائر كبرى لشركات الطيران، ولكن ما لا يمكن أن أتقبله أن يتم التعامل مع البشر بتلك الصورة المأساوية التي رأيتها، أولا في البداية لم يكن هناك من يشرح للمسافرين سبب إلغاء رحلاتهم أو تأجيلها، ولم يتم اتخاذ إجراءات فورية وإنسانية للتعامل مع الوضع، وذلك بتوفير سكن مناسب للمسافرين على رحلات الترانزيت أو حتى المنتظرين لإقلاع رحلاتهم، والأدهى والأمر هو ما رأيته من اضطرار بعض الركاب إلى تصريف أنفسهم بالأكل والشرب والنوم على أرض المطار، حتى يأتي الفرج، وكل ذلك يهون، لكن ما حدث أمس الأول عندما بدأت الأزمة في الانفراج، هرج ومرج، والكل يحاول الحصول على مقعد قبل أن تطير الطائرات بدونه، حزنت على حالنا وأدركت أن لا أمل يلوح في الأفق.