صديقي العزيز وحبيبي.. في الماضي كان الحديث المباشر وجهاً لوجه، هو وسيلة التواصل الوحيدة، ثم استُعملت الكتابة، التي حَرَمت جزءاً من المعنى الوصول. واستخدم التسجيل الصوتي بعد ذلك ليقوم بنقل جزء من الإحساس المفقود على صدر تلك الأوراق البيضاء، واستمرت (...)
تغير لون ضوء الإشارة المرورية من اللون الأخضر تزامناً مع اقترابي منها. خففت من سرعة المركبة، لكني لم أرَ خطاً واضحاً يشير للحد الذي يجب ألا تتعداه المركبة، لذلك رسمتُ – في عقلي- خطاً وهميا، لألُزم نفسي بالوقوف قبله، وقد كنتُ مبالغاً بعض الشيء. سرعان (...)
لولا تباين الأشياء، لوقعنا في لبس كبير، ولولا اختلاف الألوان لكانت الحياة مملة. تخيل أنك تتناول فواكه متشابهة في الطعم والشكل والرائحة. تخيل أن كل من في الشارع نُسخ متشابهة من أصلٍ واحدٍ. تخيّل أن كل الأشياء والأدوات متشابهة.
لا خلاف على أن الاختلاف (...)
نستسهل أثر الكثير من الأشياء التي نقوم بها بشكل يومي، مبررين ذلك بأنها أشياء بسيطة، أو صغيرة. متناسين أن مجموع تلك الفترات القصيرة يُمَثِّل عمراً، وأن تراكم تلك الأشياء الصغيرة يصنع جبلاً، والأهم غافلين -أو متغافلين- أن تكرار تلك الأخطاء يُدمر (...)
أنت مدعوّ لمناسبة مهمة، تَقترب من المكان الهدف لتُفاجأ بشيء من الطين في طريقك، تبحث عن طريق آخر كي لا تدوس الطين بحذائك الجديد، ولكن للأسف لا بد من ذلك.. تتكدر حينما تراه قد عَلِق بالحذاء، ثم تسعى جاهداً لإزالته.
يوجد الطين بكثرة في كل مكان، له (...)
انتشر مقطع دعائي لإحدى الشركات انتشاراً فيروسياً. كانت فكرة المقطع توظيف وجود حرف العين في كلمة عرب وعروبة ترويجاً لمنتج، ولكن البعض رأى أن المشكلة فيما رافق ذلك مما لا يمت للعروبة بشيء. مقطع توشح الغرابة، ومثّلَ الشرق والغرب والإنس والجن وكل شيء (...)
من الجيد أن تمتلك مجموعة من المهارات، تبدل فيما بينها حسب الحاجة. لفترة عَملتُ في وظائف عدة، تُركز على جانب الدقة والجودة، وبسبب علاقة تخصصي الجامعي بإدارة الأنظمة، ترسختْ فكرة الجودة، ومنهجية الدقة في حياتي العملية.
تمت ترقيتي لأول وظيفة إشرافية، (...)
مع اقتراب انتهاء موسم الاختبارات، والبدء في استلام النتائج، تنتشر الفيروسات بأنواعها، كفيروس الحفلات، وفيروس التبذير، وفيروس الاستعراض بالسفر، وفيروس استعراض الهدايا، وهي فيروسات تهاجم لتخرق الجيب، ولتكسر خاطر المحتاج، لا مانع من أن يفرح الناجح، (...)
غزا التطور التقني كثيراً من مجالات عمل الإنسان، واستبدلها بالآلة، لأسباب عدة؛ أهمها الدقة المتناهية، وسرعة الإنجاز، وخفض التكاليف، والقدرة على الاستمرار في عالم سِمَته الرئيسية المنافسة، حينما حدثني صديقي بدر -طيار بإحدى الشركات التجارية- عن تهديد (...)
الثامن عشر من شهر ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، هو يوم عالمي لكل العالم، ولا يصح حصره من عالميته إلى محيطه العربي فقط. كذلك لا يجوز وصفه بالخطأ بدلاً عن البيان! فهل يُعقل أن تكون الرسالة السماوية الأخيرة موجهة للبشرية كافةً، ثم تكون ب(لغة) (...)
تقول إحدى الحِكم: إذا كنت مجبراً على تناول ضفدع، فَافْعَلها في الصباح الباكر. وجَدتُ بعض التردد في صياغة مقدمة تناسب الموضوع. لكننا بهذا نكون قد وَلَجنا مباشرة لِلُب الموضوع، وهذه هي فكرة ما تبقى من المقال.
يُعدُ التسويف من أكثر المشكلات انتشاراً. (...)
الثامن عشر من شهر ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، هو يوم عالمي لكل العالم، ولا يصح حصره من عالميته إلى محيطه العربي فقط. كذلك لا يجوز وصفه بالخطأ بدلاً عن البيان! فهل يُعقل أن تكون الرسالة السماوية الأخيرة موجهة للبشرية كافةً، ثم تكون ب(لغة) (...)
الثامن عشر من شهر ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، هو يوم عالمي لكل العالم، ولا يصح حصره من عالميته إلى محيطه العربي فقط. كذلك لا يجوز وصفه بالخطأ بدلاً عن البيان! فهل يُعقل أن تكون الرسالة السماوية الأخيرة موجهة للبشرية كافةً، ثم تكون ب(لغة) (...)
الثامن عشر من شهر ديسمبر هو يوم اللسان العالمي، نعم هذا هو التوصيف الأصح من حصره من عالميته إلى محيطه العربي، ومن وصفه بالخطأ بدلاً عن البيان! فهل يُعقل أن تكون الرسالة السماوية الأخيرة موجهة للبشرية كافةً، ثم تكون ب(لغة) قوم لمجرد أنهم يسكون في شبه (...)
اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر، هو اليوم العالمي للغة العربية. اللغة العربية ليست اللغة الأكثر انتشاراً على المستوى العالمي، ولكنها الأكثر محافظة على مزاياها، ومفرداتها عبر الزمن. لها مزايا عدة، ومن أهمها الجذور، وإمكانية توليد الكلمات الجديدة منها، (...)
هي الدنيا بطبيعتها المتقلبة، لا تستقر على حال. لم تصفُ لأحد، لا لنبي مرسل ولا لعبد مخلَص. لولا الظلام، ما كانت للنور ميزة، ولولا الشر ما كانت للخير قيمة. الخير والشر في صراع أزلي، فلا خير محضا على وجه البسيطة، ولا شر صرفا. فلا تعجب مما تراه، بل اعلم (...)
نستعيذ بالله من الشيطان، قبل قراءة القرآن، وفي أكثر من شأن. ونُجسد الشيطنة في شخص إبليس، كأنه الأوحد، ومما ورد في لسان العرب: «الشَّيْطانُ من شَطَنَ إذا بَعُدَ، وكل عاتٍ متمرد من الجن والإِنس والدواب». دعونا نستخدم الرمزية المطلقة للشر، وسيد (...)
يُحكى أن جارية قالت لسيدها: “ما أجملُ السماء؟ ” فأجابها: “نجومها!”، قالت: ما قصدتُ السؤال، بل التعجب، فقال: قولي “ما أجملَ السماء!”، سواء أكان سيدها علي رضي الله عنه، أم غيره، فقد كانت بداية إشارته رضي الله عنه لأبي الأسود الدؤلي بوضع قوانين النحو (...)
بحسب وزارة الصحة فإن الجرب الذي يصيب الإنسان مختلف تماماً عن الذي يصيب الحيوان. وعلاجه بسيط، ويُشفى المريض غالباً في أقل من 12 ساعة. وهو مرض طفيلي، جرثومته ليست خطيرة. الجرب لغة ذلك المرض الجلدي المعروف، ويعني أيضاً العيب. جربُنا الحقيقي ليس انتشار (...)
أَقسم الله سبحانه بالبلد الأمين، وبنى سيدنا إبراهيم - عليه السلام - الكعبة فيه، ودعا له بالأمن، فاستجاب الله لخليله، ومنَّ به حرماً آمناً يُتخطف الناس من حوله. لم يكن الموحدون حصراً من عَرَف حُرمته، فقد فعل أهل الجاهلية، حتى المشركون، بل إن الفيل (...)
من أصعب الأسئلة التي تمر على الطلاب في مراحل تعليمهم المختلفة، أسئلة املأ الفراغ. أسئلة الاختيار تُعد رحمة إذا ما قورِنت بالأولى، بالرغم من جوّ الحيرة التي تصنعه. أما الأسئلة الإنشائية فتعطِي مجالاً للالتفاف، والحديث عن «الجَمل» بدلاً من الفلك، رغم (...)
أخبرني صديقي-ليته لم يفعل- أن كل شخص يرى أنفه! إلّا أن العقل يتجاهله ويُخرجه من المشهد! لأن لدي شخصية تحب المنطق والحقائق حاولت أن أرى أنفي، تارة بتركيز كِلتا عينيَ تجاهه، وتارة بتغطية إحداهن ثم الأخرى، للأسف ثبتت صحة المقولة، وليتها لم تثبت. لم (...)
أولا وقبل كل شيء، أنا هنا لا أعني شخصا بحد ذاته، وإنما أتحدث عن بعض الممارسات التي يجب أن تكون عقوباتها رادعة، إن الرسائل السماوية والقوانين الوضعية تُحرّم الاعتداء على الآخر بأي طريقة كانت، ناهيك عن كونه منكباً على أداء عمله باحترافية لا تروق (...)
تقول العرب (من احترف اعتلف)، والقصد أن الشخص الذي احترف -أي امتهن- حرفة أَكَل منها وضَمِن قوته، وهذا شيء بديهي مُشاهد ومُجرَب، أما غير البديهي أن يقوم حفّار قبور بتخطيط البنية التحتية لمدينة، أو أن يقوم جامع القمامة بإلقاء المحاضرات العلمية في صروح (...)