عام غبر بحوادثه واحداثه، بخيره وشره، ببشائره التي غمرت قلوب بعض الناس فرحاً، وبمصائبه التي طوّحت ببعضهم الآخر.
وعام حضر لا ندري ما يخبئ لنا بين طياته، أهو الانين والنواح أم التغريد والصداح؟
عام مضى وإنقضى بغثّه وسمينه بفوضاه واستقراره، بهدوءه (...)
الى المتحاورين وسواهم، تنطوي التعددية، في جميع أصقاع العالم، على صيت حسن. وهي كلمة مطابقة للدُّرجة الموضة. والكلمات المطابقة للدُّرجة كثيراً ما يكتنفها الغموض. فنحن نعني بكلمة"تعددية"أحياناً ما سُميَ تسامحاً، ونعني بها أحياناً أخرى وفاقاً أو توافقاً (...)
عرضاً، ومن منطقة جبلية كأنها أقرب الى السماء منها الى الأرض، شاهدتُ في التلفزة الاسرائيلية، مسؤولاً اذاعياً، أقام الدنيا ولم يقعدها، لأن أحد المستشفيات، كتب على مدخل مستشفاه: المستشفه، هكذا بالهاء، عوض المستشفى، فإذا بهذا المسؤول الغاضب يلقي محاضرة (...)
ثمة شواهد تاريخية تثبت اخلاص اللبناني المسيحي خصوصاً والمسيحيين في العالم العربي عموماً للعروبة الحضارية وفضلهم على العربية والعروبة معاً. لذا، نستهجن بعض الاصوات التي ارتفعت في الحملات الانتخابية المحمومة ومنطقها الاعوج وتصريحاتها العقيمة السقيمة، (...)
قبل الحرب اللبنانية 1975 - 1990 بسنوات، حاضرت في الخارج عن البيئة اللبنانية في إطار نظرة مثالية رومانسية للوطن، فإذا بها جميلة ولا أروع، واذا بلبنان أخضر حلو لا يضاهيه العالم بأسره. ولمّا كان من المواضيع بل الشعارات التي غرسوها في أذهاننا ان الانسان (...)
هل من تمييز بين الشهداء القدامى والشهداء الجدد؟
هل من تمييز بين شهداء هذا الفريق وشهداء ذاك الفريق؟
هل من فارق بين شهيد أمين في شهادته وشهيد كاذب؟
هل من فارق بين شهيد عالِم وشهيد جاهل؟
هل من فارق بين شهيد باسم مفهوم للوطن وشهيد غاب باسم مفهوم آخر (...)
ان الركون الى القنابل والتفجيرات هو أقصر اسلوب تعبير، ورسالته جد مكثفة وسهلة الفهم. يعبر عنها بكلمات معدودة:"انني أبغض. ولما كنتُ لا أملك الجرأة لمجابهة عدوي جهاراً، يصب جبني جام غضبه وانتقامه على الكائنات العزلاء التي تقدمها المصادفة، او بوجه أعم، (...)
وشخصٍ نحيلٍ هزَّه قارس البرد / ضئيل القوى، يرنو الى القوم عن بعد
ويستُر جسماً بالياً شفَّه الشقا / ملحاً فما ابقى عليه سوى الجلد،
فتاة باطمار بوالٍ وقد علا ال / محيّا شحوب ذاهب بها الخدّ!
تنادي، وما من سامع لندائها، / تصيح، وما تلقى سوى اليأس (...)
ان كارثة تسونامي الطبيعية في كانون الاول ديسمبر الماضي واغتيال الشهيد رفيق الحريري في لبنان في 14 شباط فبراير وغياب يوحنا بولس الثاني خلال الشهر الجاري، ألّفت، بلا شك، عوامل مأسوية مؤشرة اكثر من سواها، في الفترة الاخيرة، لحاجة مشتركة في العالم ولو (...)
ننوه، لمناسبة وفاة البابا يوحنا بولس الثاني بما اسداه للعالم، ومنه وطننا، من خدمات جلى في مستويين.
- بالنسبة الى العالم، اعطى الحبر الاعظم، رحمه الله، دروساً قيمة في الرفق والمحبة، وحكماً جليلة في الزهد والترفع عن الماديات، ومواعظ ثمينة ليتعظ بها (...)
هل كان الرئيس جورج بوش على صواب؟ هل يترتب على أولئك الذين عارضوا الرئيس الاميركي في تدخله في العراق، ان يجروا اليوم نقداً ذاتياً؟ هذا غيض من فيض الاسئلة التي تطرحها اليوم الاوساط السياسية والاعلامية. وطرحت هذين السؤالين وسواهما، لأنني من جملة معارضي (...)
ثمة حركة تتسارع على"الساحة"المحلية. هناك أمور كثيرة وفقت بين السياسة الفرنسية والسياسة الأميركية. ولكن عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري دفعت التحركات السابقة الى الأمام، لأن الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك يجدان نفسيهما ازاء تحدٍّ مشترك من قِبَل (...)
لم يمت الشيخ رفيق الحريري، ولكنه انتقل من عالم الفناء الى عالم البقاء لينال أسنى الأجر، وأجزل الثواب في علياء السماء. انه حي في قلوب مواطنيه وخواطرهم، وسيبقى حيّاً الى الأبد في قلوب أبنائهم وأحفادهم، ومواكب الأجيال الآتية من بعدهم.
انه حي بما شيّده (...)
هذا هو عيد الفطر قد أطل، وها هلاله قد هل ، يرنو الينا بطرفه الأكحل. في موكب مجد وعز وجل، ونشيد للحرية هو الغزل الأغزل.
يا هلا، يا عيد التكبير والتوحيد،عيد التحميد والتمجيد. يا نشيداً في صدور الغيد والصيد، وعيون العشاق المعاميد، في زنود العمال يروضون (...)
هل تنطوي السياسة بعد على معنى ما؟ تجيب الفيلسوفة حنة أرندت عن هذا السؤال بقولها: ان معنى السياسة هو الحرية. وهذا الجواب ينبغي ان يجعل سائر الاجوبة عن جانب من الحشو في الكلام ولو الى حدٍ ما، لم يعد بدهياً، خصوصاً في مجتمعاتنا. والواقع انه ما من وقت (...)
نحن اليوم في عيد. ولكن، اذا تجاوزنا مفرقعات الأولاد ووسائل التسلية التي قد يضر بعضها، والثياب القشيبة، والأطعمة اللذيذة والمجاملات، الا يبقى الأساس عيد النفس والروح؟ هل نحن في سلسلة دورانات فارغة تفضي بنا الى مزيد من الزوار على غير صعيد، لا سيما في (...)
الى مَنْ أبصر نور الوجود في حيّ شعبي في القاهرة، فنما مع أبناء الكادحين، وفي قلبه حب وطنه أولاً،
الى مَنْ أحبَّ بكل مشاعره مهدَ المسيح، ومعراجَ النبي، ورأى في كنيسة القيامة، وفي المسجد الأقصى، قدسية الايمان، وروحانية الشرق، متمثلتين في تعاليم وآياتٍ (...)
الحق ان الفن الحقيقي، البعيد عن التميُّع، والخالي من شوائب التقليد الأعمى او الانحطاط الأرعن، بريء من أولئك المشعوذين الدجالين الذين هبطوا بالفن الى الدرك الاسفل، وجعلوا كثيراً من الناس يهبطون معهم، ويرون رأيهم في نتاجٍ، اقل ما يقال فيه انه منافٍ (...)
اندلعت نيران الحروب الدامية من مؤتمرات الصلح. واليوم تتجدد الرواية عينها، والمهزلة نفسها: اتحاد وتضامن في أثناء الحروب، وتحالفات في مؤتمرات الصلح، وخطب رنانة ووعود معسولة للشعوب الضعيفة الطامحة الى الحرية والاستقلال، والتغني بسلم عادل دائم. ثم يدور (...)
ان عيد الفطر لعيد وحدتنا. فماذا علّمتنا الحياة، وماذا لقننا التاريخ - الذي طالبنا غير مرة بتوحيد كتابته - من عظات بليغات، تقينا شرَّ العثرات؟ ولطالما تعثرنا ونهضنا. وتصدّعنا وترممنا. ثم عصفت بنا رياح جامحات طاغيات، فسقطنا أشلاء متناثرين، سقطنا (...)
منذ ايام، جمعني مؤتمر علمي في عمّان بصديق فلسطيني هو الشاعر عزّ الدين المناصرة، فأسرّ اليّ بأنه، يوم انتفض الشاعر سعيد عقل ضد الفلسطينيين ووجودهم في وطن الارز، اجمع المناصرة وآخرون ومنهم من كان في صفوف القيادة الفلسطينية الرابضة في العاصمة (...)
في طليعة شعراء العصر، شاعرنا الكبير سعيد عقل الذي انجبه وطننا كما انجب سواه، فنشأ تحت سمائه واستمد من صفاء آفاقه ونضرة رياضه وعذوبة مائه ورقة هوائه آنذاك، تلاوين ما لبثت ان غدت في فؤاده وفكره معاً مزيجاً بهيجاً، حرّك قلمه وأطلق لسانه بأبيات موشاة (...)
أمثال قيس وليلى كثير عند العرب. فقد حفلت شبه الجزيرة العربية بعشّاق بررة أوفياء، سجدوا في محراب الحب، ووقفوا ذواتهم على الودّ المكين والولاء المصفّى. وضحّى فريق منهم بالنفس والنفيس على مذبح العشق المنزّه من شوائب المكر، والبعيد من الختل والاغراء (...)