ان الركون الى القنابل والتفجيرات هو أقصر اسلوب تعبير، ورسالته جد مكثفة وسهلة الفهم. يعبر عنها بكلمات معدودة:"انني أبغض. ولما كنتُ لا أملك الجرأة لمجابهة عدوي جهاراً، يصب جبني جام غضبه وانتقامه على الكائنات العزلاء التي تقدمها المصادفة، او بوجه أعم، التقاء الظروف والاحوال". طبعاً، ان اعمال العنف هذه لم تفلح قط في تحويل مسار التاريخ العام. من شأنها احياناً ان تسرّع بعض الاحداث غير المهمة، انما ليس ضرورة في الاتجاه الحسن. ولكن فاعليها لا يطمحون، على الارجح، الى اهداف كهذه. قد يكفيهم، ليكونوا سعداء، ان يضيفوا بعض التعاسة الى احزان العالم العادية. لا شك في ان المعطيات الجينية تؤدي هنا وثمة دوراً ما. بيد ان للقوى الجينية اثراً يوازي نسبة 50 في المئة، في صميم التصرف البشري، ويجدر بالپ"سلطات"التربوية والثقافية ان تساعد كل فرد على تعديل هذه النسبة المئوية شطر الإعلاء النفسي وتالياً شطر التعميم الاجتماعي. ولكن، أين هي تلك"السلطات"؟ بيروت - الدكتور جهاد نعمان