الى مَنْ أبصر نور الوجود في حيّ شعبي في القاهرة، فنما مع أبناء الكادحين، وفي قلبه حب وطنه أولاً، الى مَنْ أحبَّ بكل مشاعره مهدَ المسيح، ومعراجَ النبي، ورأى في كنيسة القيامة، وفي المسجد الأقصى، قدسية الايمان، وروحانية الشرق، متمثلتين في تعاليم وآياتٍ سماوية، جلتْ ظلمات الجهالة، ونشرت في الخافقين اسم العليّ القدير، الى من قارعَ العدوان، وكافح الطغيان بعزمٍ لا يلين، وبارادة جبّارة لا تستسلم ولا تستكين، الى من رفع السوط، ليطرد من هيكل شعبه الصامد، المرابين واللصوص والقتلة الآثمين، الى مَنْ قابل الغطرسة بشرف واباء وكبرياء، وصرخ في وجوه الطغاة: فلسطينيٌّ أنا، والقدس لنا، وسأدافع الى آخر نسمة من حياتي، عن كل حبّة زيتون من كروم القدس، وعن كل حفنة رمل من سواحل حيفا ويافا والعريش، وعن كل شبر من أراضي الناصرة والجليل والنقب، وعن كل قطرة ماء من نهر الأردن الممتزج بدماء الضحايا، ودموع الأرامل والأيتام، الى مَنْ صبر بثبات عجيب على أذى مضطهديه ومضطهدي شعبه، فضربَ أروع الأمثلة في نكران الذات، وعلّم أجيال شعبه وسواها كيف تنتصر الرجولة في معترك النضال، وبروح الزعيم الفذّ، آثر ظلمة الإقامة "الجبرية" على مسايرة العدو، ودخلها وهي رطبة ضاغطة، وبين جنبيه قلبُ أسد، وفي عينيه نظرات صقر، وعلى شفتيه بسمة استهزاء، بأحكام خصوم العدالة، الى مَنْ ارتفع، بُعيد رحيله خصوصاً، الى بلاد حقوق الانسان الى أعلى مراتب الزعامة، وفوق جبينه غار النصر، وحول رأسه هالة المجد، وعلى صدره رمز الفداء. الى الرئيس الباسل المناضل والأب الشفيف والرمز ياسر عرفات، نرفع آيات الرحمة بل نستمطرها عليه أينما رقد. لبنان - د. جهاد نعمان