نحن اليوم في عيد. ولكن، اذا تجاوزنا مفرقعات الأولاد ووسائل التسلية التي قد يضر بعضها، والثياب القشيبة، والأطعمة اللذيذة والمجاملات، الا يبقى الأساس عيد النفس والروح؟ هل نحن في سلسلة دورانات فارغة تفضي بنا الى مزيد من الزوار على غير صعيد، لا سيما في شاهقات القيم الاخلاقية؟ هل بتنا في حالات من السادو - مازوشية او من الثنائيات المماثلة؟ هل ترانا ننطلق من هذا العيد وما سبقه من اعياد، لنتعظ اخيراً من تنين الماضي استشرافاً للمستقبل القريب والبعيد؟ وهذا التنين، تنين الاستعمار والعملاء، ورواسب القرون السود، والرجعية البلهاء، والاقطاعية الحمقاء، والتقاليد العرجاء العوراء، هذا التنين بالمخالب الستين، والنيوب الخمسين، والذيل المعقد الطويل الذي تعاقبت عليه السنون، هذا التنين الذي غشيت اشباحه اذهاننا، واجتاحت كياننا، هذا الوحش الفزاعة الذي كان عواؤه، ومواء اذنابه يصمان آذاننا، هل ذللناه فعلاً ؟ هل صرعناه ووطئناه ومزقناه، وفي قعر الجحيم القيناه وسيتبعه الأذناب عما قريب؟ لبنان - د. جهاد نعمان