عرضاً، ومن منطقة جبلية كأنها أقرب الى السماء منها الى الأرض، شاهدتُ في التلفزة الاسرائيلية، مسؤولاً اذاعياً، أقام الدنيا ولم يقعدها، لأن أحد المستشفيات، كتب على مدخل مستشفاه: المستشفه، هكذا بالهاء، عوض المستشفى، فإذا بهذا المسؤول الغاضب يلقي محاضرة لغوية، طالت ربع ساعة، مبيّناً فيها أصل المستشفى، وكونه اسم مكان من فعل استشفى. وناشد وزارة التربية ووزارة الصحة ان تتداركا هذا الخطأ الجسيم. تشاء الصدف أن أقرأ في الليلة التالية، في"التلفزيون المصري"ما يأتي:"الحلقة التاسعة عشر"، عوض الحلقة التاسعة عشرة. فقلت في نفسي: يا لاهمال العرب لفصحاهم. فها مصر الأمة العربية الكبرى، أم الأزهر وطه حسين والعقاد والمنفلوطي وأمثالهم، من أرباب اللغة الأفذاذ، تحدرت لغوياً هذا التحدر، فما اذاً، يا ترى، مصير اخواتها الأخريات العربيات من الفصحى؟ وما مصير بني يعرب ولو في هذا المضمار تجاه عدوتهم اسرائيل؟! لبنان - الدكتور جهاد نعمان