اندلعت نيران الحروب الدامية من مؤتمرات الصلح. واليوم تتجدد الرواية عينها، والمهزلة نفسها: اتحاد وتضامن في أثناء الحروب، وتحالفات في مؤتمرات الصلح، وخطب رنانة ووعود معسولة للشعوب الضعيفة الطامحة الى الحرية والاستقلال، والتغني بسلم عادل دائم. ثم يدور دولاب الزمن والفلك دورته، وإذا بنا أمام حرب أشد هولاً، وأعظم تدميراً من اختها السابقة. وإذا بآلات التدمير والخراب تعمل بفن عجيب، وطريقة مدهشة، ونعود الى الوراء مئات السنين. وكل ما بني من مدنية، في أجيال وقرون، رماد عصفت به الريح. بيروت - جهاد نعمان