ننوه، لمناسبة وفاة البابا يوحنا بولس الثاني بما اسداه للعالم، ومنه وطننا، من خدمات جلى في مستويين. - بالنسبة الى العالم، اعطى الحبر الاعظم، رحمه الله، دروساً قيمة في الرفق والمحبة، وحكماً جليلة في الزهد والترفع عن الماديات، ومواعظ ثمينة ليتعظ بها الغافلون او المتغافلون، وليهتدي بهديها أولئك الاغنياء المتسلطون الذين قست قلوبهم، وتحجرت عواطفهم، وبهرت ابصارهم سبائك الذهب المكدسة في خزائنهم الحديدية المنيعة. وكان وهو يدون تلك النفثات العالية، يعطي المثل الصالح بتجرده العجيب، وبنزاهته المثلى، وباحساناته المتوالية، الى المشافي والمياتم ودور العجزة، ويقدم الدليل الواضح، على ان المال عرض زائل من اعراض هذه الحياة الفانية، وان الله لا يحب من عباده الا الاسخياء الكرماء. ولهذا، كان لأعماله وأقواله ورسائله، في تجواله حول العالم، فعل السحر في أفئدة كثير من الممسكين والانانيين وعشاق المادة. وهكذا كان الحبر الاعظم، القدوة الحسنة، والنبراس الساطع والمرشد الامين والمتسامح المحب الذي غفر للشاب الذي حاول اغتياله. فمضى اليه في سجنه، ليعرفه وهو منحنٍ امامه! - ولقد خص، رحمه الله، وطننا لبنان بزيارة حبرية زحف لبنان بأسره لمواكبتها، بجميع عائلاته الدينية والطائفية والملية والسياسية، فتكرس الوطن رسالة للعالم اجمع. - فالى الحبر الاعظم، ذاك المناضل المؤمن، بطل العالم للتحرر من نير العبودية في شتى مظاهرها، نرفع آيات الشكر والإكبار والاجلال لانتصاره على الظلم، وتجسيده شاهقات القيم الروحية التي لا تقوى عليها اعتى رياح الشر والفساد. والى مصاف القديسين الخالدين، يا ابا الجميع وخصوصاً الضعفاء والمستضعفين الذين احبهم السيد المسيح بالدرجة الاولى وخصهم، قبل سواهم، بعنايته. لبنان - د. جهاد نعمان