ان اشتراكية النص تنحصر بين قطبين أساسيين، وهما المتلقي والكاتب ومابينهما هو(النص)، فهما مكملان لبعضيهما تكاملا يختلف بإختلاف ماهيتهما، فإذا كان الكاتب غزير المعرفة ومثقفاً وكان القارئ الذي يعتبر(متلقي) بعكس ذلك تجد ان هناك فجوة بينهما، وتجد حكم (...)
لوحظ كثيراً من خلال المجالس الأدبية ان الشعراء يتفاوتون في تقبل النقد لنصوصهم المعروضة ، فالبعض منهم لايرتضيه بتاتاً والبعض منهم يتقبله بصدر رحب بل ويناقش الناقد حتى ولو كان متلقي عادي لايرقى لمرتبة علمية عالية، ومنهم من يعتبره اختلافا ذوقيا في (...)
قال تعالى في محكم التنزيل:وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ(224)أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ(225)،وقد ورد في الأثر ان الغاوون هم الذين كانوا يتناقلون ويروون ويشيعون ماقاله الشعراء في ذم الرسول صلى الله عليه وسلم،وقال (...)
إمتلات افواه الشعراء بالعبارات التقليدية المستهلكة ، والتي قيلت في حقب لم يعايشوها اصلا ، ولكن من باب التقليد والسير على خطى الاولين ، يقوم كثير منهم بالاستفتاح بالعبارات الفعلية التي لم يقوموا بفعلها ، فبينما يقوم الشاعر بالسير بسيارته التي تعمل (...)
ان من اهم خطوات كتابة الشعر،والتي لا تخفى على الكاتب هو(تسلسل القصيدة)،فالتسلسل له أهمية قصوى لاتقل قدراً على البناء العروضي في الوزن،وان بعض الشعراء ربما يعاني من الشرود الذهني حين كتابة القصيدة،فيقوم بالخروج عن الموضوع الرئيس ببيت نشاز (...)
هنالك شعراء لايكتبون الا عن الحزن ، لاينشطون الا في جلب الكآبة ، منذ ان ظهر على الساحة وهو يشتكي الخيانة والطعن ، ويتضجر من الهجر وآلامه ، لم نره يوما مبتسماً في كتاباته ، يُخيّل لك عند قراءته انه يعيش في الظلام وانه يعاني من التشرُّد والضياع ، ولم (...)
أتت العاصفة المباركة لتفضح حقيقة الدول التي كانت تردد الشعارات الزائفة،والتي تتغنى بها حكوماتهم من اننا معكم في السلم والحرب ،وباننا معكم في الخصب والجدب،والتي كان أشهرها(باكستان سعودي أخوان)،ولكن برلمانهم والذي يمثل رأي الشعب أمام حكومتهم قد نقض (...)
قلة هم الذين يفصلون بين شخصية الكاتب والنص المطروح،فالسمات الشخصية يجب ان لا تفرض تأثيراً إيجابياً او سلبياً على العمل المقدم من قبلها،فلو كان الكاتب يتمتع بخلق حسن اوبنفوذ اجتماعي وقام بتقديم عمل شعري لايرقى للمستوى الشعري الملائم فإن الواجب نقده (...)
لفت انتباهي بمحض الصدفة نقاش الروائي المبدع عواض شاهر (لأدب الحرب)في احد شبكات التواصل،وقوله:إن أدب الحرب لدينا يتواجد ولكن بشّح،والمفارقة العجيبة ان هذا النقاش سبق موعد(عاصفة الحزم) بساعات،ولعلّه اصاب جزءاً من كبد الحقيقة في وصفه ولكن قد ينطبق ذلك (...)
هو بحر من بحور الشعر تم إضافته حديثا من قبل بعض الشعراء،وهو اقرب الى(السوالف) من الشعر،وقد امتهنه شعراء الطبقة (النرجسية) ، ولم يزد في شاعريتهم شيئا بل كان سقطة من سقطاتهم،ويعتمد هذا البحر على تأليف اي سالفة (فارغة) ليس لها معنى وتركيبها في كلام (...)
يُعرف اقتصاديا بأن المتحكم الرئيسي في سعر السلع هو كمية العرض والطلب،وهذه النظرية التي شرحها عالم الاقتصاد البريطاني(الفرد مارشال)لو تم إسقاطها على ثمن القصيدة وكاتبها حتى وان كان الثمن معنوي،فإننا سنخلص الى مايلي:في حقبة الثمانينات الميلادية كانت (...)
للشاعر ان يمدح مايشاء من الرجال،ولكن ليس له ان يتغزل ويمتدح الا إمرأة واحدة،وذلك ان الممدوح لن يقوم بالتحقيق معه عن الرجال الآخرين الذين قام بمدحهم .
اذا كتب احدهم في شعره عن محبوبته ماليس فيها فلن تُسائله او تجادله بل حتماً ستصدق انه يرى كل ذلك (...)
قال جدي لي ذات يوم ياولدي(كل حشيفة ولها مقرمش)ومر المثل في فكري كثيراً،ولعلّ احد المواقف التي تذكرني به وخصوصا في مجال الشعر ان هناك أناسا يقومون بإعادة إنتاج القصائد،بحيث يقوم بقراءتها وامتصاص أفكارها وإعادة صياغتها مرة أخرى بقافية ووزن مختلف،وقد (...)
كنت اجلس بجانب صديقي الذي يحب الشاي بالنعناع ويفضله على باقي المشروبات،وكان مشغولا ببناء قصيدة لاحد برامج الشعر الشهيرة أو الأشهر على الإطلاق،ولكن الغريب انه غير مشارك في البرنامج،والأغرب أن القصيدة(فزعة)لأحد الشعراء المشاركين،والذي وصل إلى الأدوار (...)
يبدو ان زامر الحي كان لايطرب صديقنا الذي جلس مشحوناً بالانتقاد اللاذع على احد الشعراء،وكان كمن ينظر في بياض الثوب حتى يجد نقطة سوداء لا تكاد ترى ليصنع منها كبوة لجواد(الزامر)،كان السيد المشحون يستشهد لإثبات رؤيته بأضعف قصايد ذلك الشاعر الغائب ، (...)
تزدحم أرفف المكتبات بكتب الشعر العربي ومصنفاته،ولا يكاد يخلو كتاب عربي من بعض الابيات الشعرية استشهاداً وربطاً للأفكار،ولعلّ الارتباط الوثيق للشعر العربي في كتاب أضواء البيان في تفسير القران بالقران للعلامة الشنقيطي خير دليل على ذلك،ويرتبط ايضاً (...)
لااعلم ماهو التاريخ الزمني لظهور العبارة(صح لسانك)ولكن ماوجدته ان العبارة يجب ان يسبقها حرف من حروف النفي احياناً،وهذه العبارة في الأصل تم استخدامها من قبل المحدثين اذا قاموا برواية حديث عن النبي صل الله عليه وسلم فيبتديء الراوي بقول(ويروى انه صح (...)
في الشعر فقط الممدوح هو احسن رجل في العالم،حُسناً قد لايجاوز(شنبات)كاتبها في بعض الأحيان،في الشعر فقط المحبوبة اجمل انثى على وجه الارض،وأنها تملك مواصفات (فل اوبشن)تشبه مواصفات بعض المركبات الفضائية،في الشعر فقط يستطيع رجلاً ان يناطح سبعون رجلا في (...)
(ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى
أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ
ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى
رَضْوَى*على أيدي الرّجالِ تَسيرُ
خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ
صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ)
(إن لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء (...)
يعتقد الكثير ان الإلهام في الشعر هو سبب لمؤثر مادي،وان الباعث عليه على سبيل المثال هي الملهمات الشهيرة في الادب،وقد يطابق هذا الرأي الصواب ولكن اذا تم التعمق في الرؤية فإن المؤثرات المادية تعتبر سبب ثانوي للإلهام وليست أولية،وان السبب الأولي له هو (...)
من المعلوم ان المسافة الفاصلة بين ولادة النص وقراءته من قبل المتلقي يُعبّر عنها في علم الادب بأنها زمن النص،ولذا فإن القصيدة تشبه البركان الخامد او المادة الخاملة،اذا مابقيت حبيسة الورق، وحتى تتفجر ينبغي ان يتوفر لها قاريء ذو ذائقة، والقُرّاء تختلف (...)
خلّ القصيدة بجد تصير إنسانه
قصيدتي قوتي لا جار بي وهني
تقول يا شاعري مابيك تشبهني
الشاعر ان مات صار القبر ديوانه
هكذا كان محمد النفيعي رحمه الله يعطي من روحه للقصيدة،يتعامل مع الحروف والكلمات وكأنه يتعامل مع(كائن حي)،والآن وقد توقف شهيق محمد (...)
في الوقت الذي هبط فيه مستوى حوارات المجالس،وتبدلت المفاهيم في الموازين،فأصبح يطغى على التجمعات الفكرية مناقشة مواضيع لاتسمن ولاتغني من جوع الفكر،فأمسى من الصعب إيجاد بيئات خصبة لتوسيع أفق الثقافةوالحفاظ على المستوى الفكري من العصف الذهني السلبي،فقد (...)
كان توظيف المرأة في الشعر قديما ًمعنويا اكثر من كونه حسيا، وكان طوارق الشعر يطرقون باب الوصف الأنثوي اللاحسي الاماشذوندر، ويجيدون في الوصف والتصوير من هذا الجانب أيما إتقان، وظل ذلك سائد فيما وصل إلينا من كبارهم، وعندما أتطرق للقياس على كبارالشعراء (...)
(التأبين)هي خُطبة تُلقى لذكر محاسن ومناقب الميت،في ذكرى العام الأول من وفاته،ويرادفه تقريباً في الزمن الحالي(التسليك)وهومصطلح ميكانيكي يستخدم للحي المتوفى إحساسياً،ويلجأ له البعض لإنزال الناس في غير منازلهم،ونفخ احدهم حتى يقترب من الإنفجار،وهذه (...)