أتت العاصفة المباركة لتفضح حقيقة الدول التي كانت تردد الشعارات الزائفة،والتي تتغنى بها حكوماتهم من اننا معكم في السلم والحرب ،وباننا معكم في الخصب والجدب،والتي كان أشهرها(باكستان سعودي أخوان)،ولكن برلمانهم والذي يمثل رأي الشعب أمام حكومتهم قد نقض هذه المقولة الحماسية،وما ان احتمى أول الوطيس حتى انكشف عُريّ الحقيقة،وتجلّت العروة التي تغنّوا بها عقوداً طويلة،وبرغم اننا في غنى عن كل قوة من غير الله،وتسلحنا التام بعقيدتنا من مبدأ (لاغالب الا الله)قبل اي سلاح آخر،ولكن كي نكشف حقيقة أولئك (حلوين اللسان قليلوا الإحسان)،كان لابد من العصف حتى نطابق الاقوال على الأفعال،وبرغم قلة شعارات الحرب التي رددها حكامنا،ولأنه كما قيل(آخر من يتكلم عن الحرب الشجاع)،فها نحن اخر من تكلم عنها طيلة الفترة السابقة، ولكننا اهلٌ لها بعكس وخلاف(حسن زميّرة)وأمثاله. إنني لأعجب أشد العجب ممن يتقاسمون معنا خيرات هذا الوطن من الشعراءالذين كانوا في أعوام الرخاء يتباهون شعراً بوطنيتهم أمامنا ولانعلم ماتخفيه صدورهم،نرآهم اليوم يحجمون عن كتابة ولو بيت شعري واحد يؤيدون فيه(الحزم ابو العزم ابو الظفرات)،فهذا الإحجام له سببين لاثالث لهما،إما ان يكون قد طغى فيهم الإنتماء الفارسي ام أن مواقفهم لاتحتاج الى أقوال بل هي افعال نجدها في وقت الشدائد،حتماً ستظهر لنا الأيام القادمة مايخفونه،ونحن سنتمثّل من الشعر بمثل ماتمثّل به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ببيت طرفة بن العبد القائل: ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعدِ