لفت انتباهي بمحض الصدفة نقاش الروائي المبدع عواض شاهر (لأدب الحرب)في احد شبكات التواصل،وقوله:إن أدب الحرب لدينا يتواجد ولكن بشّح،والمفارقة العجيبة ان هذا النقاش سبق موعد(عاصفة الحزم) بساعات،ولعلّه اصاب جزءاً من كبد الحقيقة في وصفه ولكن قد ينطبق ذلك على الرواية فقط،اما في الشعر ففي قديمه وجديده في السلم وفي الحرب فهو يزخر بالمفردات الحربية والصبغة القتالية،ودائما مايطرق الشعراء جانب الشجاعة والاقدام،وهي صفة معروفة لدى العرب بالفطرة، وانا اتفق مع صديقي عواض في ذلك بإن (أدب الحرب)قد يكون شحيحاً على الرواية ولكن ليس على الشعر،ليس لإن المنطقة لم تعاصر حروباً بل لإن الرواية في الأصل حديثة الظهور في أدبنا العربي،اما عن الحروب فالمتتبع للتاريخ سيجد ان اكثر البقاع على وجه الارض شهدت معارك وصراعات هي الجزيرة العربية بدءاً من العصر الجاهلي ومروراً بعصر صدر الاسلام وماتبعه من دول وحتى عصرنا هذا،وهذا ما يُلاحظ على صبغة القصائد الفصحى والنبطية،ولعلّنا نحن العرب اكثر من اجاد وكتب عن الشجاعة والاقدام والبأس والقوة ووظف اركان ومعطيات الحرب،وبعد ان منّ الله علينا بالإسلام أيدت عقيدتنا السليمة ذلك ورسخته واكدته لدينا ،لذا فإن أدب الشعر لدينا يزخر بالتغني بالقصائد من مطولات ومن رجز تدندن على مواويل الحرب وتتغنى بها،واكثر دليل على استفاضة ادب الحروب لدينا في الشعر هو وجود العرضات،والتي تعتبر احدى الفنون الشعرية التي تقام وقت الحروب لاثارة الحماسة وللتغني بالنصر واستعراض القوة وهي بمثابة الصف العسكري في العسكرية الحديثة، ورحم الله الشاعر فهيد بن سعود بن دحيم احد جنود الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه والذي قال: عيدنا الحرب لي شبت مشاعيله ماكر الحكم لاولنا وتالينا شيخنا ما سكن في نجد بالحيله بالهنادي نطوع من يعادينا إلى احتمى الحرب فكينا مشاكيله