(ما كنتُ أحسبُ قبل دفنكَ في الثّرَى أنّ الكَواكِبَ في التّرابِ تَغُورُ ما كنتُ آمُلُ قَبلَ نَعشِكَ أن أرَى رَضْوَى*على أيدي الرّجالِ تَسيرُ خَرَجُوا بهِ ولكُلّ باكٍ خَلْفَهُ صَعَقاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكّ الطُّورُ) (إن لله ما اخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمّى)،رحم الله والدنا عبدالله بن عبدالعزيز وغفر له واسكنه الجنة،وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان،ولا نقول في فقده الا إنا لله وإنا اليه راجعون،وقد ورد انه أخرجَ البُخاريُّ في صَحيحِهِ عنْ أبي الأسود ِرحمه اللهُ قال:أتيتُ المدينةَ وقد وقعَ بها مرضٌ،والناسُ يموتون موتا ذَرِيعا،فجلستُ إلى عمرَ بن الخطاب، فمرُّوا بجنازة،فأثْنَوا عليها خيرا،فقال عمرُ:وجبَتْ،قال:ومَرُّوا بأخرى، فأثنَوا عليها خيرا،فقال:وجبت،ثم مَرُّوا بثالثة فأُثنيَ على صاحبها شرّ ، فقال:وجبتْ،قال أبوالأسود:فقلت:ياأميرَ المؤمنين،ماوجبتْ؟..قال:كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:(أيُّما مسلم شهد له أربعةُ نفَر ٍبخير أدخله الله الجنةَ،قال:فقلنا:واثنان ؟.. قال:واثنان،قال:ثم لم نسأله عن الواحدِ. لعلّ عزءنا فيه علمنا جميعاً ماكان منه في حياته وفي ولاية رعايته لنا،فقد كان نعم الخادم للحرمين وللإسلام ونعم الوالد ونعم الراعي، وقد أشعرنا رغم العقبات والتحديات التي واجهته باستمرار مسيرة العطاء والتقدم،وهانحن شعب المملكة جميعاً نشهد له بالخير واقعاً ملموساً نراه بأعيننا كما نرى الشمس،بايعناه ياربي ملكاً وهبته الملك علينا ورضينا به وارضانا فأرحمه ياربي فقد جاءك وحيداً فرداً، اللهم إنا نستودعك عبدالله بن عبدالعزيز والدنا وحبيبنا فأكرم نزله ووسع عليه وتجاوز عنه. وها نحن كما بايعنا من قبله إخوته نبايع اليوم سلمان بن عبدالعزيز ومقرن ومحمد على السمع والطاعه،ونسأل الله ان يعينهم على ما وهبهم وان يحفظ إمامنا وبلادنا ونقول كما قالت العرب من قبل: إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ رضوى جبل قرب ينبع