قال تعالى في محكم التنزيل:وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ(224)أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ(225)،وقد ورد في الأثر ان الغاوون هم الذين كانوا يتناقلون ويروون ويشيعون ماقاله الشعراء في ذم الرسول صلى الله عليه وسلم،وقال الضحاك:تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين،ومع كل واحد منهما غواة من قومه،وهم السفهاء فنزلت هذه الآية وهي رواية عطية عن ابن عباس (3). وأما قياساً في وقتنا الحاضر فالغواة والله اعلم انهم(صفوف الملعبة )الذين يرددون مايقوله الشاعر اذا كان في قوله تنابز بالالقاب او تجريح في الشاعر الخصم او في ذووه او تورية المعنى ومسّ عرض احدهم،ويقاس على ذلك ايضا الذين يتناقلون الشعر الإباحي والهجائي الذي تتخلله غيبة ونميمة وخدش للحياء الذي يعتبر من شعب الايمان،اواستنقاص من حق احد من عموم المسلمين،فلولا غوايتهم لهؤلاء الشعراء لما وصل وانتشر شعرهم المشين وظل لا يجاوز حناجرهم وافواههم،وكان وصوله الى العوام محدود،لان الشاعر عندما يلقي القصيدة ولا يأتي(غاوي)ليساعده في نشرها سواء رواية شفهية او باستخدام وسائل التواصل الحديثة فلن تصل الى شريحة كبيرة من الناس،وبالتالي فلن تنتشر بسبب انقطاع الرواة والذين هم(الغُواة)،لذا نرجو من الإخوة (الغاوون) عدم تداول مالا(ينومس) الرجل ويرفع من قدره،وان يجتنبوا كل قول غير محمود،لكي لا ينطبق عليهم الشاهد من قوله تعالى( يهيمون)والهائم هو الذاهب على وجهه لامقصد له،وليتذكر كل منا قوله تعالى:(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَك بِهِ عِلْم إِنَّ السَّمْع وَالْبَصَر وَالْفُؤَاد كُلّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)الإسراء (36).