كان توظيف المرأة في الشعر قديما ًمعنويا اكثر من كونه حسيا، وكان طوارق الشعر يطرقون باب الوصف الأنثوي اللاحسي الاماشذوندر، ويجيدون في الوصف والتصوير من هذا الجانب أيما إتقان، وظل ذلك سائد فيما وصل إلينا من كبارهم، وعندما أتطرق للقياس على كبارالشعراء ذلك لان شعرهم هو صاحب السيادة الأدبية والإجادة الوصفية، واذا ماتمت المقارنة بالحال الان نجدان تناول مواضيع القصيدة للمرأة قد تغيرت مفاهيمه، فأصبح يطغى على اصحاب قصائد (ياوجودي) اما الحس الجسدي للمرأة او التذلل والشكوى من الفراق والبين، واذا ماتمت دراسة الحالة النفسية للشاعر وفك طلاسم دافع الألم من الفراق الذي يعيشه الشاعرفي وصفه، نجدان تحسره على محبوبته هو بسبب جمالها الذي يسلب الألباب، وقدطغى وصف جمالها وأثر ذلك الجمال على نفسية الشاعر متجاهلاً أخلاقياتها وكأنه اليست ذات أهمية، فبما ان الشاعر إناءا ينضح بمافيه فقد يبعث في نفس المتلقي ضحالة تفكير الرجل وإنتقاله الى الحالة الشهوانية الحيوانية تاركاً خلفه كماًهائلا من الاستفهامات المبهمة، وكأنه يعيش في مدن فسادلاصلاح فيهاإذان التركيز على الصورةالجسديةتدل على انحلال القيمة الانسانية والأخلاقية، حتى وصل الحال بأحد شعراء الفصحى في العهدالحديث الى كتابة قصيدة على لسان(حفّارقبور) يتحسّربهاعلى جسد الإناث التي سيأكل الدودم فاتنهم ويتغزل فيمن فارقن الحياة،يقول الشاعر بدر شاكر السياب صاحب القصيدة على لسان (حفار القبور): تلك الجلودالشاحبات وذلك اللحم النثير حتى الشفاه يمص من دمها الثرى حتى ..... واها لأجساد الحسان أيأكل الليل الرهيب والدود منها ماتمناه الهوى واخيبتاه إلاالحنين وألف أنثى تحت اقدامي تنام أفكلمااتقدت رغبات في الجوانح شح مال وبالرغم من القيمة الأدبية للقصيدة لكن في قراءة وتحليل معناها مايحفزني لقول (واخيبتاه) اذاكان ذلك يصدر بالعربية من العرب، فبعدان كناعظماء الأخلاق والمروءة أصبح في أدبنا الحديث الفصيح والشعبي مايدل على إحلال الرذيلة مكان الفضيلة في هذاالجانب بالذات، فالمرأة يجب ان تكون هي الجوهرةالمصانةحتى في التعابيروالتصاوير الشعرية ويجب ان تكون هي باعثةالأمل لدينالمستقبل مشرق، يجب ان تكون كماقال عنها حافظ ابراهيم حين قال: من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاق الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق