قلة هم الذين يفصلون بين شخصية الكاتب والنص المطروح،فالسمات الشخصية يجب ان لا تفرض تأثيراً إيجابياً او سلبياً على العمل المقدم من قبلها،فلو كان الكاتب يتمتع بخلق حسن اوبنفوذ اجتماعي وقام بتقديم عمل شعري لايرقى للمستوى الشعري الملائم فإن الواجب نقده نقدا بناء،نقداً يهدف الى عدم مزج المجاملة في الرأي النزيه، والعكس ايضاً في ذلك فعندما يكون هناك خلاف مع إنسان ما وقام بتقديم نص لائق وجميل فالأحرى ان يتم تقييمه بعيدا عن(الشخصنة)،وعدم إدخال الخلافات في الرأي الذي يجب ان يأخذ طابع الشفافية الكاملة. تم مؤخراً استحداث فكرة (كلمة حول النص)من قبل المشرف على هذه الصفحة الزميل هليل المزيني،وذلك بإختيار احد النصوص التي تصله وإخفاء أسم كاتبه،ومن ثم تمريره الى احد الأساتذة القديرين ليبدي رؤيته بحيادية،لإنه في الأصل لا يعلم عن صاحب النص شيئاً،وحتى لو عرف من هو صاحب النص،فنتوقع ان يكون الرأي حتماً بالصراحة المعهودة منهم،وهذه الفكرة التشويقية قد تسهم في عدم خلط مستوى الشاعر العام مع رؤية هذه القصيدة خاصة،وقد قرأنا آراء الأساتذة في الاعداد السابقة وكانت بحجم المأمول من الزاوية،بحيث ان كاتب الرؤية لايتعرف على صاحب القصيدة الا من خلال الصفحة عندما يتم نشرها ،وهذا هو مربط الفرس في الفكرة. هذه الأفكار الإبداعية لا تصدر الا من شخص موهوب،وكما نعلم ان الموهبة ليس لها زمن او عمر محدد،وهي ليست بمستغربة عندما تأتينا من القائم على صفحة ملامح صبح،وأما عن فكرة زاوية (كلمة حول النص) فهي تعتبر اول زاوية في الصحف العربية الشعرية تطرق هذا الجانب من النقد الذي يتم إخفاء اسم صاحبه عن الكاتب،والذي يتيح مرونة أكثر في الإمعان فيه،والتركيز عليه دون أدنى مؤثرات أخرى.