في الوقت الذي هبط فيه مستوى حوارات المجالس،وتبدلت المفاهيم في الموازين،فأصبح يطغى على التجمعات الفكرية مناقشة مواضيع لاتسمن ولاتغني من جوع الفكر،فأمسى من الصعب إيجاد بيئات خصبة لتوسيع أفق الثقافةوالحفاظ على المستوى الفكري من العصف الذهني السلبي،فقد ظهر في الثمان أعوام الماضية تجمّع (رفاق السالمية) والذي قام بتأسيسه كلاً من الشاعرسالم بن عقاب الحارثي والشاعرمطربن صالح الروقي في مدينة جدة،والذي يضم نخبة من أدباءومثقفين وأكاديميين ورجال أعمال وشعراء جمعتهم جغرافياالفكرقبل المكان،في ظاهرةأدبية تحدث مرتين في الاسبوع،تتلاقح فيهاالعقول وتتسامى بهاالألباب الى مكانة رفيعة، وتُطرح بها مواضيع يتم مناقشتها وتناولها بطريقة قويمة، وتُلقى بها قصائدمن شتّى المدارس الشعرية ومن مختلف المواضيع الرفيعه ،ويُستضاف بهاالمبدعين من كبارالسن وصغارهم،فيخرج منهاالمشاركين بفوائد جمّة قل مايجدها في المجالس،فهي مدرسة ومعين للإستزادة من مكارم الأخلاق،وبماأني أحدأعضاءهذاالمنتدى الذي نتمنى ان يتم استنساخه لما له من عوائد معنوية جميلة ونشر للتعليم اللامباشر بطريقة سلسة. ولعلّ مادعاني للكتابة هو اني دُعيت الى احد المجالس التي لاانتمي اليهاولكن بعد إصرار صاحب الدعوة قبلت، فقام احدالحضور بتداول بيت إمريءالقيس الذي يقول فيه : مِكَرٍّ مِفٍَّر مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ وأردف متهكماًعلى البيت الشعري،وضحك الجميع فكان الاولى بي ان ابكي من قومٍ ضحكواعلى ماضيهم وهم بلاحاضرولامستقبل وتمنيت لويُبعث صاحب هذاالبيت من قبره،لانه حتماً لن يفعل بهم شيئا سوى سبهم ومعاملتهم معاملة بمالايليق،وأخذت عهداعلى نفسي ان لاأعودلمثل هذا وان انتقي مايطرح في المجلس قبل حضوره وذلك من خلال استخدام فراستي المتواضعه في تحديدماهيةالحاضرين،فلله دّر(رفاق السالمية )ونجومهاالمضيئة، وقدصدق القائل: لَعَمْرُكَ!ماالأيامُ إلاّ مُعارَةٌ فمااسطَعْتَ مِن مَعرُوفِها فتزَوّدِ عنِ المرْءِلاتَسألْ وسَلْ عن قَرينه فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي