فيض حديثي علاقة جوهرية، جمعت في مكنونها ميثاقا غليظا، هي رحمة بل فطرة بشرية، نالت من بصمات روحها أركان أساسية، يتبلور صدى عمرها بقدر الانسجام الروحي بينهما، فعمق العقل لا يدرك معنى هذه الأرواح المتجانسة، عبيرها فواح، وعطائها بلغ أقاصي الفضاء، يزداد الأمان فيها مع العشرة، وتتلاشى الأفكار السلبية مع تسابق عقارب الساعة، العلاقات الزوجية، عنوان سام، وقلب حان، وفؤاد هان، ورونق متعال. يقتضي لكل شخص أن يقف على عتبة من عتبات حياته باحثا في مكنونها، مبحرا في كنفها، مستمتعا في صغائرها مسطرا عنوانا مفاده (اختر شريك / ة حياتك بعناية). بعض البيوت فيها الأزواج تسكن.. لكن شتان بين بيت قائم على أساس المودة والرحمة وآخر قائم على الصراخ والتشكي. العلاقة الزوجية قضاء لحاجات مختلفة، وبها الحقوق واضحة، والواجبات بينة، والمكنونات معروفة، وأبعادها معلومة. فمن أجمل العلاقات في تاريخ البشرية هذا النموذج العظيم. ذهب للغار يوما، فجاءه الوحي باقرأ، خاف.. فهرع إلى زوجته قائلا: زمّلوني زمّلوني، ودخلت مرحلة تكليف جديدة. وقفات عظمى، وهبات كبرى، وحكايات تروى، وأحاديث لا تكاد تستوفى، من زوجات كن هن الأوفى في المواقف، وحقا قيل في المواقف تظهر المعادن. إن سر استمرار العلاقة الزوجية على وجه من الانسجام يكون بغض الطرف، وغلق العينين، وتجاوز الصعاب، فلا كمال لإنسان، فأصل البشرية خطاؤون، لكن منهم من يضع المجهر على موضع ما ويكبره ويقربه ويتأمله فيخرج عيوبه كافة، ومنهم من يتجاوزها بروح طيبة ونفس سامية. فالزوجان مخلوقان من مادة واحدة، ولكن أثبت الاختلاف العقلي والجسمي والنفسي لكل من الذكر والأنثى، لكن في التكليف هم سواء، ولا فرق في التشريف. تسهم العلاقة المتوازنة بين الزوجين في تكوين أسرة متينة وناجحة، فنجاحهم هو صلاح مجتمع، ونهوض أمة، ومن أسمى صور انعكاس نجاح العلاقة الأخوية وقوف الأميرة نورة بنت عبدالرحمن - رحمها الله مع أخيها الملك عبدالعزيز- رحمه الله-، فقد شهد لها التاريخ دورا عملاقا مشهدا إنسانيا انعكس فيه الحب العظيم بينهما، وذلك انعاش ملحوظ لنجاح دور الأبوين من قبل. ولو قلبنا صفحات الحياة لوجدنا نماذج مشرقة وجذابة في نجاحات العلاقات الزوجية، وأخيرا.. الحياة رحلة فاختر مرافقك فيها.