ان من اهم خطوات كتابة الشعر،والتي لا تخفى على الكاتب هو(تسلسل القصيدة)،فالتسلسل له أهمية قصوى لاتقل قدراً على البناء العروضي في الوزن،وان بعض الشعراء ربما يعاني من الشرود الذهني حين كتابة القصيدة،فيقوم بالخروج عن الموضوع الرئيس ببيت نشاز موضوعيا،ناهيك عن مايحدث لقطيعة حبل أفكار القاريء،وذلك ان الاستطراد في الشعر بفكرة لا تتناسب مع الموضوع الأصلي غير محمود ،وقد كان تركيز النقد الأدبي العربي بخلاف الغربي على الصورة الادبية والشعرية دون التركيز على ربط نهاية فكرة اخر شطر مع بداية صدر البيت الذي يليه. إن عدم التركيز على التسلسل المطلوب في القصيدة يجعل الشاعر أشبه ب(حاطب الليل)والذي جمع كل ما وقع في فكره من صور ومواضيع بهدف إكمال القصيدة والتي تتنوع مواضيعها فتسبب ربكة في البناء يلاحظها القاريء الجيد حين قراءة النص،وهذه المشكلة قد تواجه الشاعر عند بناء القصيدة في فترات مختلفة حيث تجده يتطرق الى موضوع في اول أربعة ابيات ومن ثم يخرج عنه في البيت الخامس ويعود اليه في السادس،وكأنما قام بإستعارة البيت الخامس في قصيدة اخرى تتفق معها في الوزن والقافية وتختلف في الموضوع، فتنكسر السلسلة التي تربط ابيات القصيدة ببعضها البعض،هذا مالمسناه تكرارا من كثير من الشعراء،ولعل(حاطب الليل)يقرأ ملامح صبح فيقوم بتكثيف التركيز للتغلب على هذه المشكلة،وحتى لا يتم خلق(حلقة مفقودة) داخل القصيدة تقوم بتشويه النص وأفول نجوميته.