قال جدي لي ذات يوم ياولدي(كل حشيفة ولها مقرمش)ومر المثل في فكري كثيراً،ولعلّ احد المواقف التي تذكرني به وخصوصا في مجال الشعر ان هناك أناسا يقومون بإعادة إنتاج القصائد،بحيث يقوم بقراءتها وامتصاص أفكارها وإعادة صياغتها مرة أخرى بقافية ووزن مختلف،وقد يختلف من شاعر لآخر اختيار زمن القصيدة،بحيث تجد بعضهم من يختار من الشعر الفصيح او النبطي باختلاف الحقب المولودة بها،وقد علق النقاد على ذلك بإنه وكما يعلم الجميع ان السرقة في الشعر تنقسم الى قسمين (لفظي،معنوي) فالأول مرفوض بتاتاً،والثاني وهو المعنوي جائز أدبياً،ويكون السبق وترجيح الكفة للأكثر إجادة ممن قبله قد سبقه على المعنى،وهذا لانختلف عليه ولا ننكره،ولكن المصيبة ان غالبية من سرق او كما يحلو للبعض تسميته أعاد انتاج المعنى في قالب جديد قد أخفق ،وظل صاحب الفكرة الأولى هو الأكثر جزالة وجيادة،ومن وجهة نظري المتواضعة أجد ان كل من سلك هذا المسلك هو شخص تنقصه المؤهبة والابداع،لان(دماغه)فارغ من ابتكار الأفكار الجديدة،وغير مؤهل اصلاً للإبتكار،فيقوم باللجوء الى قرائة قصائد تحمل ذلك الوسم ليمتطي صهوة إبداعها،محاولاً إيهام من حوله انه(فلتة)زمانه،وماجعل ذلك سهلاً هو عدم وجود مايسمى(براءة إختراع)للفكرة المحقونة في النص من قبل صاحبها الأساسي،ولصعوبة إلمام المتلقي بجميع أفكار الشعر التي كُتبت من قبل،فهو إذاً إن جاز التعبير يشبه البضائع المقلدة والتي يتم تصنيعها في دول الشرق الأقصى محاكاةً لصناعات تمت من شركات أصلية كبرى،لتشبه المنتجات الاستهلاكية الرديئة والتي تم تقليد قالبها ومكوناتها بأقل تكلفة وأقل جودة ولكل بضاعة سوق ومستهلك وكما قيل (الزين غالي لكن الأزين أغلى)،ورغم ذلك نجد ان لهؤلاء جمهور يعجبهم مايقدمون حتى ولو كان إنتاجهم مقلد وليس اصلياً.