جاء ظهوره فى وقت بثت فيه جماعة الاخوان المسلمون كل الفتن و السموم بين الشعب المصرى و قواته المسلحة، بعد حالة من الاشقاق و التفتت بين ابناء مصر جميعا بمختلف توجهاتهم، و بعد حالة شديدة من التصدع أصابت المجتمع المصرى جراء عواصف الربيع المزعوم، و لكن قد (...)
تمتلك السوق السعودية امكانات هائلة تضعها في الصفوف الاولى للاقتصاديات النامية في عالم اليوم، خاصة في قطاع البنوك التجارية، والتي تأكد دورها التنموي الذي يتمثل في توفير ملاذ آمن للمدخرات الوطنية، وتحويل المدخرات الى المجالات الاستثمارية غير (...)
هي ليست ايزابيلا ايبارهارد، مواطنتها التي ذهبت الى صحراء الجزائر مفتونة بالشرق والأساطير وحكايات "ألف ليلة وليلة" لترتدي البرنس البربري، وتركب الخيول العربية، وهي ليست ايضاً كارين بليكسن، تلك الدنماركية الارستقراطية التي ذهبت الى كينيا، لتشرف مع (...)
برز محمد شكري منذ البداية ككاتب يستوحي مواضيعه القصصية والروائية من حياته الخاصة، وأيضاً من حياة بعض الذين عاشروه خلال سنوات الطفولة والمراهقة والشباب. والمعروف أن كتاباته اقترنت بمدينة طنجة التي هاجرت اليها عائلته الريفية أيام المجاعة الكبرى نهاية (...)
المثقفون العرب كسالى، لا يعرفون سوى "المهاترات الكلامية"، وهم "لا يهتمون بالمعرفة بمعناها الحقيقي والعميق... إنهم خامدون متبلدو الذهن، يعيشون حياة خاوية بعيدة عن الخلق والابتكار والابداع، وحتى تاريخهم يجهلونه". هكذا يختصر هشام جعيط نظرته إلى أقرانه (...)
في كتابه الجديد "بيدر" الصادر حديثاً عن "دار نلسن" في السويد، يقول فؤاد رفقة، كأنه يبتغي التعريف بنفسه، هو الذي عوّد قراءه وأصدقاءه ان يعيش دائماً وأبداً متوارياً عن الأنظار، منصرفاً عن بريق الشهرة واغراءاتها ليغوص في أغوار نفسه مثل ناسك: "كيمامة (...)
مع صدور العدد الخامس من "بانيبال" تكون هذه المجلّة التي اختارت الخوض في رهان صعب، هو تقديم الأدب العربي إلى قرّاء الانكليزيّة، قد أتمّت عامها الثاني. وهذا المشروع الذي حيّاه كتّاب عالميّون بينهم بول أوستر ووليم تريفور، عرّف خلال عمره القصير بعدد من (...)
قصائد سيف الرحبي الجديدة تنضح بخيبة ومرارة، وتضجّ بأقوام انقرضوا، وقبائل اندثرت، وعوالم من الخيالات والاحلام اضحت "كباقي الوشم في ظاهر اليد". فالزمن بالنسبة إلى هذا الشاعر العماني هاوية تبتلع كل شيء، لذا تراه يلوذ بالقصيدة، يعيد فيها ترميم حكايات (...)
لم يكن أدونيس مخطئاً حين قال إن ما يتميز به أمجد ناصر عن العديد من مجايليه من الشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر هو تفرّد صوته، والاحتفاظ به حتى عندما تكون الجلبة من حوله صاخبة، ومكيدة الذوبان في القطيع مدبرة بشكل محكم وخبيث. وهذا ما يتأكد لنا بصورة (...)
"اليوم الذي تنطلق فيه عقولنا حرّة من سجن التقاليد فتحكم على ماضينا وحاضرنا لفائدة مستقبلنا هو اليوم الذي يولد فيه العمل المثمر لحياتنا"، بهذه الكلمات أطلق الطاهر الحداد رهاناً جريئاً لا يزال راهننا الفكري يرجّع أصداءه إلى اليوم. فالمصلح التونسي الذي (...)
منذ قصائده الأولى أثبت نورالدين بالطيب أنه من أفضل شعراء جيله. وخلافاً لشعراء السبعينات الذين فتنوا بالايديولوجيات والشعارات الحماسية، فاذا ببعض قصائدهم أشبه ببيانات سياسية، بدا الشاعر التونسي النحيف القادم من واحات أقصى الجنوب كأنه "يحتفي بنفسه" (...)
"جاء بول بولز ليقضي في طنجة صيفاً، مثل العابرين بها، فإذا به يخلد فيها. ومن الملاحظ أن معظم الذين يفدون إليها من المبدعين الأجانب، يجيئونها في الصيف ثمّ يغادرونها بعد فترة تطول أو تقصر: لقاء، حبّ، أو زواج في ميناء. لا أحد شاهد. لكن بول ماذا أبقاه (...)
يعد لوران غاسبار، المجري الأصل، والفرنسي اللسان والجنسية، واحداً من كبار الشعراء الفرنسيين. وقد عاش هذا الشاعر الذي هو في الوقت نفسه طبيب جرّاح من المستوى الرفيع، سنوات طويلة في فلسطين 1954 - 1969 حيث عمل في المستشفيين الفرنسيين المتواجدين في القدس (...)
أواخر الستينات، كانت تونس تمر بأزمة خانقة لم تعرف لها مثيلاً منذ قيام الجمهورية الأولى برئاسة الحبيب بورقيبة سنة 1952. فقد أفضت التجربة الاشتراكية التي رسم خطوطها العريضة أحمد بن صالح، وزير الاقتصاد آنذاك، وأقرها الحزب الحاكم في مؤتمره العام المنعقد (...)
لم يظفر أديب أو شاعر تونسي من الاحياء والاموات بمثل ما ظفر به أبو القاسم الشابي 1909 - 1934 من تكريم وعناية واهتمام به شاعراً وانساناً. ففي ذكرى مرور 50 عاماً على وفاته وكان ذلك عام 1984، اصدرت الدار التونسية للنشر اعماله الكاملة في مجلدين انيقين (...)
قاسم حدّاد يؤمن أن الابداع الحقيقي يولد في مختبرات الذات الحميمة، المغلقة، بعيداً عن الضوضاء والاعتبارات السطحيّة، لذا تراه لا يذهب إلى الكتابة مدجّجاً بالأشكال. والشاعر البحريني الذي يسعى بين ديوان وآخر إلى التجرد من جلده القديم، ليخرج إلى قرائه (...)
نحن في العام 1936. كان ابو القاسم الشابي رحل قبل عامين عقب صراع مرير مع مرض القلب وهو لم يتعدّ سن الخامسة والعشرين من عمره. وفي مقهى "تحت السور" الواقع في باب سويقة بقلب العاصمة التونسية، كانت هناك جماعة من الأدباء والفنانين تمضي لياليها ونهاراتها (...)
ينتمي عبد الرحمن مجيد الربيعي إلى "جيل الستينات" في العراق، هذا الجيل الذي شكّل انعطافة ثقافيّة حاسمة، من خلال سعيه إلى تجديد الأدب لغة وأسلوباً وشكلاً ومضموناً. من منفاه التونسي حيث يقيم بعد خروجه من بغداد وابتعاده مع المؤسسة الرسمية التي عمل (...)
لم يبرز على الساحة الشعريّة التونسيّة سوى عدد قليل من الأصوات النسائية، في حين يتكاثر الشعراء الذكور بشكل مريع، حتّى ليخيّل لمن يزور تونس العاصمة للمرّة الأولى، أنه ليس هناك غير الشعراء في تلك المدينة! وزهرة العبيدي هي بين أولئك اللاتي استطعن فرض (...)
يواظب حسين القهواجي، منذ عقد تقريباً، على اصدار كتاب كل عام على نفقته الخاصة، متحدياً بذلك المصاعب المادية التي يعاني منها بشكل ساحق. وقد استطاع هذا الشاعر العصامي، من خلال ما نشره، أن يحتلّ مكانة أساسية في المشهد الشعري التونسي. وهو يثبت عقب كل (...)
ينتمي محمد الرفرافي إلى جيل السبعينات التونسي، لكنه ظل منذ البداية مختلفاً اختلافاً كلياً عن شعراء جيله. إذ انه كتب ولا يزال قصيدة مغايرة شكلاً ومضموناً. عندما شرع يكتب الشعر، كانت "الطليعة" - وهي التسمية التي اطلقها عزالدين المدني على التيار الأدبي (...)
عرف خورخي لويس بورخس العرب قبل أن يعرفوه. واستوعب العديد من آثارهم الأدبية والفلسفية والشعرية قبل أن يتمكنوا هم من تعريب أثر واحد من آثاره. فالاهتمام به عربياً لم يبدأ إلا مطلع الثمانينات راجع "الوسط" عدد 251. وكتاب عيسى مخلوف "الأحلام المشرقية - (...)
منذ دواوينه الأولى، أثبت سيف الرحبي أنه بين أكثر الشعراء الجدد تميزاً. وفي مجموعته الجديدة الصادرة أخيراً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، يبدو الشاعر العُماني أشد تمكناً من أدواته، وأكثر ادراكاً لمفاهيم الحداثة واللغة والشعر. واذا (...)
على الرغم من اعتزاله الكتابة قبل اربعة عقود، يبقى محمود المسعدي حاضراً في مشاغل وتجارب الاجيال اللاحقة، فالبعض صنّمه والبعض يمعن في تقليده. اما نتاجه فيشكل مفترق طرق في مسار الأدب المغاربي الحديث. والكاتب التونسي الذي تقلد بعد استقلال بلاده العديد (...)
ما هو موقع الشعر التونسي الجديد على الخريطة المغاربية والعربية؟ ما قضاياه وأسئلته ومشاغله الجمالية الراهنة؟ "الوسط" جمعت حول مائدة النقاش شاعرة وثلاثة شعراء من الجيل الذي برز في السبعينات وما زال يكافح من اجل اثبات وجوده وفرض شرعيته. وهذا الجيل لا (...)