ما هو موقع الشعر التونسي الجديد على الخريطة المغاربية والعربية؟ ما قضاياه وأسئلته ومشاغله الجمالية الراهنة؟ "الوسط" جمعت حول مائدة النقاش شاعرة وثلاثة شعراء من الجيل الذي برز في السبعينات وما زال يكافح من اجل اثبات وجوده وفرض شرعيته. وهذا الجيل لا يزال يخيم عليه طيف أبي القاسم الشابي الذي بولغ في تكريمه وتكريسه وتدجينه، بعد ان عانى في حياته ما عاناه من العزلة والحصار. اما احفاده فيعانون من عدم الاعتراف بهم في الداخل، ومن النظرة السطحية الى شعرهم على الساحة العربية. العابرون على عجل، خصوصاً من أهل المشرق العربي، يقولون بنبرة ساخرة احياناً بأن هناك في تونس ألف شاعر في كل مقهى، غير انه لا أثر للشعر على الاطلاق! ولا يصعب ايجاد عذر لأصحاب هذا القول ذلك ان الواحد منهم، حالما يصل الى "باب البحر" في قلب تونس العاصمة، ويدخل مقهى من مقاهيه الكثيرة، يحاط بعدد هائل من الشعراء، كل واحد منهم يدعي انه "الأمير الأوحد للشعر التونسي". اما الذين يطيلون الاقامة، ويتنصتون الى الشعراء التونسيين بشيء من التأني والصبر، فيرحلون وهم على قناعة تامة بأن تونس لا تعيش عقماً شعرياً منذ الوفاة المبكرة لأبي القاسم الشابي، كما يتوهم بعضهم. ويلمسون لمس اليد ان هناك اصواتاً شعرية تونسية جديدة ومتفردة لا تقل اهمية عن تلك التي تطالعنا في لبنان او مصر او العراق او سورية او السعودية وسائر دول الخليج. واذا عدنا الى التاريخ القريب، يمكننا القول ان اهم حركة شعرية عرفتها تونس منذ رحيل الشابي بداء القلب سنة 1934، هي حركة "الطليعة" التي برزت في مطلع السبعينات. وأهم انجازات هذه الحركة هو القطع الراديكالي مع الثقافة الرسمية السائدة، والدعوة الى كتابة جديدة مفتوحة على إيقاعات الحياة اليومية، وعلى مشاكل الشعب. وعقب الضربة الموجعة التي وجهها النظام البورقيبي الى قوى اليسار الماركسي خصوصاً، خبا حماس هذه الحركة، وتفرق اصحابها. بل ان البعض منهم انقطع عن الكتابة سنوات طويلة. ومن أبرز اصوات ذلك الجيل يمكن ان نذكر فضيلة الشابي، منصف الوهايبي، حبيب الزناد، الطاهر الهمامي... وفي مطلع الثمانينات، عرفت الحركة الثقافية التونسية انتعاشة جديدة بسبب الهامش الديموقراطي الذي وفره النظام آنذاك بعيد أحداث قفصة الدامية كانون الأول/ يناير 1980. ومن جديد برزت تيارات شعرية راحت تتجادل وتتصارع بزخم وحماسة في المقاهي وعبر الصحف والمجلات. ولا يزال هذا الجدال وذاك الصراع مستمرين بالحمية نفسها الى هذه الساعة. من خرائب القيروان... في سياق التعريف بالحركة الشعرية الراهنة في تونس، التقت "الوسط" اربعة شعراء، يجمع النقاد على انهم حالياً من ابرز الاصوات وأكثرها حضوراً: فضيلة الشابي، محمد الغزي، محمد علي اليوسفي، وأولاد أحمد. فضيلة الشابي كانت من أبرز اصوات حركة "الطليعة". أصدرت العديد من المجموعات الشعرية الجريئة التي تفضح خواء الواقع وابتذاله، وتقطع قطعاً عنيفاً مع الثقافة السائدة. محمد الغزي أتى الشعر من خرائب مدينة القيروان التي تنوء بعظمة تاريخها القديم، وببلاغة فقهائها ونحوييها وشيوخ مللها. ومثل معظم ابناء مدينته تشبّع الغزي خلال فترة تكوينه الاولى من القرآن الكريم، ومن التراث العربي الكلاسيكي، الصوفي منه خصوصاً، غير ان هذا لم يمنعه من التحرر، في وقت مبكّر، من شباك البلاغة المجانية وحبائلها القاتلة. وهكذا تمكن من ان يبتكر لنفسه لغة متفردة، شفافة، خالية تماماً من الزخارف اللفظية الجوفاء. وبخلاف غالبية أبناء جيله الذين حرصوا على جعل شعرهم ناطقاً بحركة الواقع، وعاكساً للأحداث الاجتماعية والسياسية، اهتم الغزي في تجربته الشعرية بعالم مدينته، بطفولته وسط الخرائب، وبقضايا تتصل بالموت والحب والحنين وغير ذلك من المسائل والهواجس الميتافيزيقية والوجودية. محمد علي اليوسفي منخرط، الى جانب الشعر، في مشاغل وممارسات نظرية وابداعية عدة، كالنقد والرواية والترجمة. ويحق لنا القول ان تجربته مغايرة تماماً لتجربة مجايليه من الشعراء والكتاب. ولعل السبب الاساسي في ذلك يعود الى ان محمد علي اليوسفي هجر مبكراً، وعاش لفترة تناهز العشرين عاماً متنقلاً بين دمشقوبيروت وقبرص ومدن اخرى. وقد أكسب هذا التيه الطويل بين المدن والناس تجربته الشعرية نكهة خاصة، ووسمها بعلامات لا نعثر على مثيل لها في اي تجربة من تجارب مجايليه. ولعل تجارب شعراء قصيدة النثر في سورية ولبنان بالخصوص هي التي تساعدنا اكثر من غيرها على استقصاء خصائص عالم اليوسفي الشعري، وتتيح لنا النفاذ الى اسراره وخفاياه. أولاد أحمد يمكن اعتباره الشاعر المتمرد بامتياز. ولأنه عاش الحرمان في اشد معانيه وأغلظها وأقساها، وعرف السجن والاقصاء والتهميش، فإنه يعتبر ان الشاعر لا بد ان يكون مواكباً لهموم المحرومين والمهانين والمطاردين. وحال بروزه في مطلع الثمانينات استطاع اولاد احمد ان يؤسس لنفسه حضوراً قوياً ومتميزاً في المشهد الثقافي التونسي، مكتسباً من خلال ما يكتبه في مجال الشعر كما في مجال النثر، شعبية هائلة لدى جماهير الطلاب والعمال والفئات الشعبية الكادحة. * ترى ما موقف الشعراء التونسيين الجدد من أبي القاسم الشابي، اول مجدد في الشعر التونسي؟ - محمد الغزي: يبدو لي ان الشابي اصبح احياناً ذريعة في الداخل والخارج لالغاء الشعراء الجدد، وإلغاء الاصوات الشعرية الجديدة. ففي تونس، اصبح الشابي الذي كرّسته المؤسسات التعليمية أولاً، ثم المؤسسات الاعلامية ثانياً بمثابة الحاجز الذي يقف امام الشعراء الجدد. ولا يكاد يذكر الشعر التونسي خارج الحدود، إلا ويكون الشابي في أغلب الاحيان هو ممثله الوحيد. الشابي معاصرنا؟ * وأين مسؤولية الشابي في ذلك؟ - محمد علي اليوسفي: ليس الشابي هو المؤسسة بل وسيلة في يدها. حين كان حياً، كان مرفوضاً ومحارباً ومهمشاً. ولكي يتحرر من الحصار المضروب حوله، أجبر على ارسال قصائده الى مجلة "أبولو" في مصر. وعندما مات، تم احتواء الرمز وتدجينه ومصادرته، فجرّد الشاعر بطبيعة الحال من الأبعاد التحريضية والثورية التي امتازت بها شخصيته وشعره. ليس الشابي مسؤولاً اذاً عن هذا التكريس المتحفي الذي يطمس حركة الشعر وواقعه اليومي الراهن، بل اولئك الذين يريدون ان يتخلصوا من عقدة الذنب تجاهه. غير أن المؤلم بعد كل هذا ان البعض استغل الشابي ايديولجياً، واستخدمه لأغراض وأهداف هو بريء منها تماماً. أحببت الشابي شخصياً في بدايات ولهي بالأدب والشعر، وتأثّرت به ربما، وحفظت بعض قصائده عن ظهر قلب. أما الآن، فلم يعد بمقدوري ان أتذوقه. صحيح ان الشابي كان مجدداً كبيراً في عصره، اما الآن فتجاوزه الشعر العربي على يد عدد لا بأس من الشعراء داخل تونس وخارجها. فلم لا نولي هذه الناحية قيمتها؟ لمَ نقبل بأن يقتل الشابي مجدداً من خلال انكار الآخرين والصمت عن انتاجهم؟ إن الركون الى الماضي هو افضل وأنجع وسيلة لتبرير الجهل بالجديد، أو لرفضه وطمسه وتجاهله. وهذا ما اعتبره من افظع ما يتحكم في المشهد الثقافي التونسي، الرسمي خصوصاً، في الوقت الراهن. - فضيلة الشابي: أنا لا أعتبر ان هناك تضخيماً للشابي. وأعتقد ان الدور الذي قام به كان هائلاً، لا بد من مواصلة تسليط الاضواء عليه واستعادته واحياء ذكراه. كما اعتقد ان له قصائد رائعة وخالدة. ولا ينبغي علينا ان ننسى ان الشابي أبدع شعره ولما يبلغ العشرين! هذا أمر مهم للغاية اذا اردنا ان نقومه تقويماً صحيحاً، بعيداً عن مبالغات وسائل الاعلام وغيرها. ومن ناحية اخرى، ليس الشابي مسؤولاً عن التجاهل الذي يعاني منه الشعراء الجدد في الداخل والخارج. والتاريخ يؤكد لنا ان الشابي عانى اكثر مما يعانيه هؤلاء... إذ حورب وحوصر ونعت بالكفر من قبل شيوخ الزيتونة. وعلى الشعراء الجدد ان يحذوا حذوه، اذا ما أرادوا فرض وجودهم داخل تونس وخارجها. - أولاد أحمد: الشابي أتى الى تونس من المشرق العربي. وكان مرفوضاً بين قومه. وهو كتب في مذكراته يقول: "لقد اصبحت يائساً من المشاريع التونسية". اما بالنسبة الى التضخيم الاعلامي، فهذه الظاهرة بدأت مطلع الثمانينات، وتزامنت مع توافد عدد كبير من المواطنين العرب الى تونس بسبب الجامعة العربية والألكسو ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكان الهدف من الحفاوة الرسمية المبالغة هو ابراز وجه تونس العربي، بعد ان ظل هذا الوجه غائباً او مغيباً لفترة طويلة بسبب الخلافات بين بورقيبة والأنظمة القومية في المشرق العربي. وتوافق هذا التضخيم الاعلامي ايضاً مع بروز حركة شعرية متميزة في الفترة نفسها. ولعل هذه الاحداث فرضت اعادة الاعتبار الى الشابي الذي لم يحصل على جائزة الدولة إلا سنة 1989، ولم يُقَم له ضريح إلا منذ عامين! ولا بد من الاعتراف، ان هذا التكريم الصاخب لعب، بشكل ارادي او غير ارادي، دوراً فاعلاً في خنق الاصوات الشعرية الجديدة... * أما زال الشابي معاصراً؟ - الغزي: ليست هناك اية علاقة بين الحركة الشعرية التونسية في الوقت الراهن وأبي القاسم الشابي، بل أذهب أبعد من ذلك: كي نكون منسجمين مع عالم الشابي ورؤياه الشعرية، ينبغي ان نثور عليه. وفاء للشابي يجب التمرد عليه ورفضه والعمل على تجاوزه: تجاوز لغته، وخطابه، وزمنه، وهمومه الجمالية والوجودية. ولا شك في ان هناك بين الاصوات الشعرية في تونس، من استطاع منذ مطلع السبعينات ان ينفتح على التيارات الشعرية الحديثة، وأن يأخذ منها مؤسساً لنفسه فرادة هي في طور النضج والنمو والتطور. ومهما حاول بعضهم خنقها، فان ذلك من رابع المستحيلات... خصائص التجربة التونسية * هل هناك فعلاً خصائص معينة للتجربة الشعرية الراهنة في تونس؟ - اليوسفي: هناك في تونس تجارب مختلفة ومتنوعة. فالشعراء التونسيون لا يكتبون قصيدة واحدة كما يدّعي البعض. المشكلة الاساسية في نظري ان البعض ينظر الى الشعر التونسي كما لو انه كم لقيط. اضافة الى ذلك، يُحارَب هذا الشعر حين ينشر، وحتى قبل ان ينشر. وهناك عراقيل كثيرة امام الشعراء الجدد تمنعهم من كشف خصائص تجاربهم. فالجامعة التونسية مثلاً تقاطع هذا الشعر، ولا تعترف به، بل تحاول ان تقلل من قيمته. وغالبية الباحثين الجامعيين تهتم إما بالشعر القديم، او بالشعر المشرقي المعاصر، ولا تولي اي اهتمام لتجارب شعراء اعتبر شخصياً انهم متميزون. - أولاد أحمد: هناك في تونس تجارب لا تحيل اطلاقاً الى نماذج اخرى. أليس في ذلك اشارة الى خصوصية ما؟ شعر منصف المزغني على سبيل المثال لا الحصر، لا يشبه شعر الغزي او اليوسفي او منصف الوهايبي وهكذا دواليك... حتى الشعراء الذين يصنّفهم النقد في تيار واحد لا يتشابهون. ولو أخذنا أقطاراً اخرى، كالعراق مثلاً، لوجدنا كثيرين يكتبون مثل عبدالوهاب البياتي او سعدي يوسف او حتى السياب. * وماذا عن النقد في تونس؟ - أولاد أحمد: لا أعتقد ان النقد يجب أن يكون حكراً على من ينصّبون انفسهم نقاداً. وأعتبر ان القصيدة هي بحد ذاتها نقد للواقع واللغة والتاريخ... وشخصياً لست معنياً بالنقد الأكاديمي، ولا أحب ان يهتم بشعري جامعيون يعيشون داخل الأقفاص اللغوية والمعرفية. - الشابي: في الواقع، أرى ان معظم النقاد العرب والتونسيين لا يواكبون الاصوات الابداعية سواء في القصة والرواية والشعر... ولا يرصدونها. وكل جديد يعتبرونه ناتجاً عن تأثر بالغرب. وهذا أمر خطير للغاية! لماذا؟ لأن هذا الموقف هو نفي واضح للابداع. من هنا أرى انه من الضروري ان يقوم المبدعون بتقويم تجاربهم بأنفسهم، تاركين النقد الاكاديمي للاطروحات الجامدة، الميتة. - الغزي: بحكم عملي كأستاذ جامعي، اسمح لنفسي باعتبار النقد الاكاديمي لا يُكرّس إلا ما هو مكرّس بفتح الراء. ولو تمعنا في قائمة الاطروحات التي تقدم بها الباحثون لنيل شهاداتهم خلال العقد الاخير، لتوصلنا الى نتيجة معبرة. فجل الاطروحات لم يهتم إلا بتلك الاسماء التي استقرت في الذاكرة الجماعية استقراراً نهائياً مطمئناً، فيما نلاحظ اغفالاً مدهشاً للاسماء الجديدة... - اليوسفي: ألا تعتقدون ان الشعراء كان بامكانهم ان يستغنوا عن النقد الاكاديمي، وعن الجامعة، لو ان بعضهم اهتم بتجارب البعض، وتركوا الصراعات القاتلة، وتفادوا علاقات الكره والعداء القائمة بينهم في اغلب الاحيان...؟ انا شخصياً يمكن ان تكون لي مآخذ على شاعر من الناحية السلوكية، لكن يستحيل ان أكره نصه وابداعه. بل أرى من واجبي الاستماتة في الدفاع عن هذا النص او عن ذاك الابداع، اذا توافر فيهما المستوى المطلوب. * بعض الشعراء العرب يردد انه التقى عدداً هائلاً من الشعراء في تونس، غير انه لم يلتق الشعر الحقيقي... - أولاد أحمد: ان يكون هناك عدد هائل من الشعراء في بلد صغير مثل تونس، هذا أمر محمود وليس مزعجاً على الاطلاق. ذلك ان الشعراء لا يؤذون احداً، ولا يتسببون لا في الحروب ولا في المجاعات. ولست ادري لماذا ينزعج بعضهم من هذا العدد الكبير من الشعراء... اما القول انه ليس هناك شعر حقيقي في تونس، فهو خاطئ. وأنا اقول هذا ليس بدافع وطني، او للدفاع عن نفسي، بل لأني مؤمن ايماناً قاطعاً بأن هناك شعراء جيدون في تونس. وعندي الحجج الكافية لاثبات ذلك لمن يهمه الأمر! - الشابي: هناك نصوص شعرية جيدة للغاية في تونس. ولن يجد الذي يريد ان يتثبت من ذلك اي عناء في العثور على مثل هذه النصوص. كما انه باستطاعة النظرة الموضوعية الدقيقة ان تتلمس بوادر اتجاهات جديدة متميزة. - الغزي: ليس عندنا في تونس شعراء كبار، لكننا نملك قصائد جميلة جداً. وما يكتبه الحاضرون هنا، دليل قاطع على ذلك. وهناك المنصف الوهايبي الذي تحيلنا قصائده الى الذاكرة التراثية بكل ما فيها من عمق ومن رموز. وهناك ايضاً خالد النجار، كما لاحظت في الفترة الاخيرة حضوراً قوياً لقصيدة النثر. وهذا شأن جديد ارجو ان يتواصل. وربما يعود الفضل في ذلك الى محمد علي اليوسفي العائد قبل فترة قصيرة من المشرق العربي. - أولاد أحمد: أنا أحب نصوص الغزي وعزوز الجملي وخالد النجار... قد أكون نسيت اسماء أخرى غير أني اقول ان هؤلاء الشعراء لهم علاقة سوية باللغة وهذا أساسي في الشعر. - اليوسفي: أرى فعلاً ان التجربة التي عشتها خلال اقامتي الطويلة في بيروت، غيّرت كثيراً من المفاهيم عندي حول الشعر وحول فن الكتابة عموماً. وعندما عدت الى تونس، وجدت ان هناك شعراً جديداً بالفعل، وأن هناك اصواتاً متميزة. ففي شعر كل من الغزي وأولاد احمد والوهايبي طلاوة، وموسيقى رائعة... لكن أحياناً أتبين في قصائد هؤلاء شيئاً من تلك القوالب الجاهزة، ولعل تمسكهم بالتفعيلة هو السبب الاساسي في ذلك.