في كلّ عام مع غيوم الخريف، والبِشْر بمواسم الخير والنماء تتجدّد ذكرى يومٍ عزيز وغالٍ على كلّ سعوديّ وسعوديّة؛ إنّهُ اليوم الوطني للمملكة العربيّة السعوديّة، ليستذكروا فيه تلك اللحظة التاريخيّة الحاسمة من التاريخ السعوديّ، وتاريخ العرب، وأيامهم (...)
تعدّ اللغة من أبرز مظاهر الحضارة للأمم والشعوب، فهي تشير إلى عظمة الحضارة؛ إذ لم تسد أمة من الأمم في أيّ زمنٍ مضى إلى وقتنا الحاضر إلّا سادت لغتها في الوقت نفسه، وظهرت على جميع اللغات، وانتشرت مفرداتها، وأصبحت مقصدًا لكلّ من رام التقدّم والتطور (...)
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنّ أبا سفيان كان جالسًا يومًا، وزوجته هند بنت عتبة أم معاوية رضي الله عنهم، وكان معاوية ما يزال غلامًا حينها؛ فنظر إليه أبو سفيان، وقال لأمه هند: إِنّ ابنِي هذا لعظيمُ الرّأس، وإنَّهُ لخَلِيقٌ أنْ يَسُود قومهُ، (...)
تشترك الأمم والحضارات في كثير من القيم والعادات، ولاسيما ذات الطبيعة الإنسانيّة منها، والمجمع عليها في أغلب الأديان والنظريات الأخلاقيّة والفلسفيّة؛ من مثل: الصدق، والوفاء، والكرم، والشجاعة، وغيرها من القيم الإيجابيّة التي تحثّ عليها، وتُثني على (...)
تحمل النهايات شيئًا من الفراغ، وأحيانًا الموت، إنّه صمتٌ بعد ضجيج، والصمت يحمل في أحد وجوهه الموت، فثمّة من يستمتع بالرحلة وطريق تحقيق الغايات أكثر من وصوله إلى الوجهة التي يبتغيها، أو الغاية التي يسعى إليها؛ لتجد من يشعر بالأسى بعد انقضاء إجازته، (...)
حضرتْ أهمية الفن ووظيفته في نقاشات الفلاسفة منذ القدم، فقد عالج أفلاطون مسألة الفنّ في كتاباته، وكانت نظرته إلى الفنّ نظرةً يشوبها القلق والشك في وظيفته عمومًا، حيث استبعد أغلب الأشكال الفنيّة من مدينته الفاضلة النظريّة أو الورقيّة، ولم يستثنِ من (...)
تميّزت الحروب المعاصرة في مجملها بأنّها حروب ثقافيّة صامتة في مظهرها، صاخبة في جوهرها، وهي أخطر أنواع الحروب؛ لأنّها الغاية القصوى من كلّ حرب من أجل ضمان النصر وديمومة غاياته، فخطورتها تأتي من كون أثرها يستمر طويلًا، ويحتاج إلى وقتٍ طويلٍ للتعافي (...)
كان الشّعر رفيق العربيّ في حلّه وترحاله، وفي حزنه وفرحه، وفي جلّ شؤونه، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «من خير صناعات العرب أبياتٌ يقدّمها الرجل بين يدي حاجته، يَسْتَنْزِلُ بها الكريم، ويستعطف بها اللئيم». فالشعر لصيق بالعربي في كلّ حالاته، وتعدّد (...)
في ظلّ المشاهد العنصريّة التي تملأ الشاشات، ومواقع التواصل الاجتماعيّ في أماكن تحمل إرثًا يفوح بالممارسات العنصريّة، وغير الإنسانيّة، تحضر إلى الذاكرة ما يقابلها في الثقافة العربيّة الزاخرة بمكارم الأخلاق التي جاء الإسلام معزّزًا لها؛ كما أخبر النبي (...)
قسّم ابن خلدون المهن والصنائع إلى ما يختصّ منها بأمر المعاش، ضروريّا كان أم غير ضروريّ، وإلى ما يختصّ بالأفكار الّتي هي خاصيّة الإنسان من العلوم والسّياسة، ومثّل للأولى بالحياكة والجزارة والنّجارة والحدادة وأمثالها، وللثانية بالوراقة، وهي معاناة (...)
يسعى الطفل منذ ولادته غريزيًّا إلى لفت الانتباه، والتعبير عن احتياجاته وأوجاعه بكاءً أو صراخًا، فهما أسلوبه الوحيد للتعبير عن ذاته والتواصل مع محيطه، والأسلوب هنا، بمنزلة الوسيلة لغايات شعوريّة يمرّ بها الطفل، وهو طبيعيّ بل ضروريّ من أجل استمرار (...)
يولدُ المرءُ وله عينان يُبصرُ بهما محيطه، بأبعاده الدقيقة، كما هي في الواقع المنظور، إضافةً إلى عينٍ ثالثةٍ مجازيّة، تَرى ولا تُرى ولا تكتفي بالبصر بل يرافقها حكم صاحبها الشخصيّ والنفسيّ؛ فهي ترى الأشياءَ والمواقف في الأغلب بصورةٍ مكبّرةٍ ومضخّمة، (...)
تشي كلمة (الوهم) في معناها التداولي بكثير من السلبيّة؛ فتشير إلى الغفلة والغلط والسهو والزلل الذي قد يورد صاحبه مسالك الهلاك، فهو من الظنّ، و«بعض الظنّ إثم»، لكن هناك بعض آخر للوهم، وجوانب أخرى له، تكشف عن شيء منه أحداث يوميّة معيشة، ووقائع تاريخيّة (...)
تعبر حياة المرء أسماء تركت أثرًا لا يُمحى في النفس والسلوك، ومن المفارقة أنّ بعض أصحاب تلك الأسماء لا يدركون ما تركوه من أثرٍ في نفوس غيرهم، وهذه الأسماء لا تنحصر بالأشخاص، بل قد تكون حالات إنسانيّة، وتجارب شخصيّة، وظواهر بيئيّة، ومدناً قصيّة أو (...)
دأبت المملكة العربيّة السعوديّة منذ عهد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيّب الله ثراه- على تقديم نماذج حضاريّة تتعدّى محيطها الإقليميّ؛ لتغدو نموذجًا عالميًّا للمدنيّة والتنمية، فقد كان مساها الحضاريّ في بناء الإنسان المتحضّر أبرز (...)
كان علماء اللغة والنحاة قبل أن يأخذوا من أعرابيّ كلمةً أو أسلوبًا من لغته، يختبرونه ببعض الأسئلة والحوارات التي تبدو وكأنّها عفويّة، في إجراءٍ يشبه المقابلات الشخصيّة في عصرنا، وغايتهم من ذلك التحقّق من فصاحة لغتهم، والتأكّد من أنّهم لم يخالطوا من (...)
شرّع الله الأعياد لعباده جزاء لطاعةِ أو نسكٍ أو مشاركة مَنْ أدّاهما، فهي تشريع ربانيّ يحملُ حِكمًا ومقاصد بسطها علماء الشريعة في كثير من الكتب والخطب، فالعيد من شعائر الله وأيامه، ومحلّه التعظيم، وإظهار البهجة والسرور كما جاء في الذكر المسطور: (ذلك (...)
لا تظهر القصيدة إلى المتلقي إلّا بعد أن يأذن لها صاحبها بالظهور، وهذا لا يجري عادةً إلّا بعد أن يشعر بأنّها قد وصلت إلى ذروة النضج الفنيّ والموضوعيّ –من وجهة نظره- بعد مخاض طويل؛ فإذا هي مسكٌ يتضوّع بين الناس، يموتُ صاحبها وتبقى خالدةً مزروعةً على (...)
رافق الفنُّ الوجودَ الحضاريّ للإنسان منذ تاريخه القديم بوصفه أبرز مظاهر الإبداع الإنسانيّ، عبر تدفقه في الحياة بكلّ أطيافها، وظواهرها المفهومة من قبل الإنسان تارة، والغامضة لديه تارة أخرى، فكان حاضرًا في التجربة الإنسانيّة بأفراحها وأتراحها، وبنشوة (...)
حين أطلق الفيلسوف الإغريقيّ سقراط، حكمته «اعرف نفسك» كان يرى إلى أنّ قيمة الوجود الإنسانيّ تأتي من الإنسان نفسه؛ أي من وعيه بذاته، وبنائه المعرفيّ الذي ينطلق من واقعه المدرك والمعيش. «اعرف نفسك» هكذا يبدأ التغيير، ويبدأ التأسيس لكلّ من رام التحليق (...)
يأتي شهر رمضان المبارك حاملًا معه ذكرى وجوهٍ عزيزة رحلت، وفيضًا من حكايات لا تنضب، نسجتها خيوط حبّ وحنان، وطفولة وشباب، وأمكنة وحارات شهدت بدء صيامنا، وتشكيل وعينا ووجداننا.
الأبعاد الإيمانيّة والروحانيّة لشهر رمضان المبارك معروفة متداولة ومشهورة (...)
يرى فلاسفة القيم، والتيار الحيويّ الذي يمثله سبينوزا ونيتشه ودولوز وغيرهم، أنّ الأفكار وحدها لا يمكن أن تحقّق ذاتها، ووجوها من دون فضاء مستعدّ يقبلها، ويتفاعل معها، ويستجيب لندائها؛ فالحقيقة، -على سبيل المثال- عندهم زمانيّة في وجودها، إي أنها مسار (...)
عاشت الجزيرة العربيّة دهرًا من المعاناة والعزلة، وشظف العيش والقلة، في ظلّ قلقٍ دائم من مجهولٍ جاثم، لا يكاد يغادر حاضرة أو بادية، فإضافة إلى قسوة الطبيعة الجغرافيّة والمناخيّة، وغياب الأمن والأمان، والسلطة المركزيّة الجامعة لقرونٍ طوال؛ كان تشتّت (...)
يبدأ تعلُّم الكتابة عادةً بقلم الرصاص، ولاسيما عند الأطفال، لخصائص عمريّة وتربويّة؛ حيث سهولة الاستعمال، وخفّة الحركة، إضافة إلى إمكانيّة المسح والتعديل التي تُعدُّ من أبرز ما يميّز استعمال قلم الرصاص؛ ليكتب الطفل، ويمحو، ويصحّح بكلّ سهولة ويسر، (...)
تتعدّد نواقل المعنى، وأساليب التعبير عنه؛ فهناك الموسيقى، والرسم، والنحت، واللغة، بيد أنّ الأخيرة وما تتضمّنه من فنون تعبيريّة ومهارات بلاغيّة تتّكئ عليها بغية إيصال المعنى أو شيء منه تظلّ الأكثر شيوعًا، واستعمالًا في نقل المعنى، والتعبير بين الناس (...)