عجيب الطقس في هذه الجوف حيث شمال بلادي، كلما تبسَّم النهار قليلًا ترفع سحابة يدها وتصيح رعدًا، حتى الصباح في مملكة الزيتون لا يجيء إلا ليعلن زفاف مطر قريب على أشجار تتغنّج للفصول كأن المدينة كلها تعوم في أضواء قزحية.. وسط كل هذه الأجواء الباردة (...)
كان والدي -رحمه الله- يحمل شنطة أدوات «القابلة»، أو «الداية» في لهجاتٍ أخرى، تلك التي وُلدنا أنا وإخوتي على يديها، ينتظرها حتَّى يعيدها لبيتها، وأحيانًا يكون الوقت ليلاً، حيث وحشة الطرقات، وهواجس الظلام، فتعبرها تلك السيدة الفاضلة من بيتها إلى صرخات (...)
أسافر في كل عام لسنغافورة لاجتماع المجلس السنوي للبصريات العالمي، حيث يستضيف المجلس في كل عام بعض الضيوف من أنحاء العالم وكانت ضيفة هذا العام فتاة من جبال التبت، فرحتُ بها كنت شغوفة بتلك الجبال وأتمنى زيارتها.
كانت فتاة التبت ضئيلة البنية تلفّ رداء (...)
لن أنسى ذلك المساء الذي قادتني فيه يداي لموعد مع محطة MBC، كانت المحطة تبث افتتاح سوق عكاظ في مساء مبلّل بمطر التاريخ الذي يسقط على اللحظة فتمتزج القلوب بالذكرى مع ورد الطائف لتغدو الحياة أجمل والقلوب رقصة فرح بذلك الحدث السنوي..
برنامج الحفل بث لنا (...)
سعيد بن محمد القحطاني، الدوحة الظليلة ل(720) أصم في المملكة.. هو أصم فقد السمع بمرض الحمَّى الشوكية، ولكن أمّه «فلوة» التي لا تقرأ، ولا تكتب، وتعيش في قرية سراة عبيدة جوف آل معمر في جنوب المملكة دعمت ابنها، ووقفت بجانبه، ورفضت وصفه ب(الأصم).
عاش (...)
هذه حكاية تشتعل كشمس في كتاب، أكتبها عن رجل من الحصادين، إنه من الرجال الذين يرفعون وجوههم المضيئة للتاريخ، فهو كرَّس علمه وعمله من أجل فاقدي البصر..
هو من الحصادين أبناء الحقول الذين لا وقت لديهم للقيلولة.. في ثيابهم تنضح رائحة تعب قديم.. إنه عضو (...)
كالسفينة المتعبة، كنتُ أتابع محطة «روتانا خليجية»، وأتفكّر بالأرشيف الورقيّ في الشركة، وَأُبْصِر إِلَيْهِ كالطفلة اليتيمة أمام ثياب أمّها الراحلة إلى الآخرة، ذلك لأنّه يبدو لي أن هذه الملفات المكدّسة في الأرشيف لن يقرأها أحد، ولقد تخيّلتُ هذه (...)
بعض المواقف تستدعيها الذاكرة لسيطرتها المباشرة في حياة البشر.. تترجمها كشاهد فوري، هذه الواقعة أحببت أن أخرجها لكم من نطاق التفاعل اللحظي للقاء جمعني بالفاضلة القديرة الدكتورة هيفاء جمل الليل عميدة جامعة عفت الأهلية التي تعتبر أول جامعة أهلية للبنات (...)
منذ الصغر نتجنب الحديث عن كلمة (لو) وباتت مكروهةً إذا كانت تعني (التحفظَ) على حدَث قد قُضِي أمره.
أمّا (لو) المعنية في هذا الثلاثاء، فإن لها معنىً جدُّ مختلف! فهي لا تعني (التنبُّؤَ) بشيء قد يكون، إنما هي (آمال وطنية) أحلم أن أراها قبل موتي!
* * (...)
هذه أول مرة أكتب إليك يا صديقتي، وأنا متأكدة بأنك لن تقرأي ما كتبت يا سناء ولن يستطيع أحد أن يخبرك بما كتبت!! فكل المناديل تساقطت من يدي وأنا أبكي عليك بصمت حتى تيبّس الكف.
تأتي صورتك في أعمالك الخيرية كالأسطورة وأنت مع إخواننا الكفيفين في جمعية (...)
هذه قصة أحد محبي مدينة مكة ،أيام مرت عليه يعي تماماً أن «مكة» تجمع بعثرته، تلم عثرته من على أرصفة الحياة. وادي الحنين الذي تلقى تعليمه ووالدته التي يتنفسها تسكن فيها.
«مكة» تشبه عمره يشمها كل ما هب الشوق إليها يعيدها إلى خزينة الذكريات.
يا الله ما (...)
هيثم شاب طموح قرر أن يلج أبواب المال والأعمال، جمع معلومات واستشار وشاور وسافر إلى أمريكا وتدرب في نفس المصنع الذي يصنع المنتجات التي ستفتح آفاق المال والأعمال، يعلق هيثم مبتسمًا: أربع عشرة ساعة من واشنطن دي سي في الطائرة وسؤالا يحيرني: هل المنشآت (...)
الهجرة الداخلية في بلادي حالة اختيارية نفسية قد تتحول إلى هاجس نفسي مؤلم لمن يفقد فرصة العمل في مدينته أو قريته، وقد تكون مرحلة خصبة من أمتع مراحل عمر الإنسان إذا اتيحت له المشاركة في تنمية مدينته وشهد عصرها وبناءها وتمتع بمائها وهوائها.
فهناك نوع (...)
لا نحلم بأن يكون معاليك «سوبرمان».. كل ما نحلم به أن تعرف ابنتي أحلام -وغيرها كثير- اسمك، وحسابك في تويتر.
أحيانًا أشعر أنني لا أكتب، وإنّما أرمي نفسي على الورق، وتنفجر الحروف بسبب موقف يلامس حياتنا في وطننا الغالي، ولأن حياتي العملية مرتبطة بمعالي (...)
في حياة كل منا "أصدقاء" يبهجون وقتك.. وفي حياتي غادتي.. طفلة كبيرة.. قلبها لا يكفُّ عن الضخِّ.. ترحل قبل أن يرتد إليك طرفك، وتختفي لا تعرف أين هي!
دائمًا أنتظرها، الوقت معها لحظة جميلة.. لكنها تبحث بين الوجوه في هلع، ولا تتعب عن البحث عن فقدان (...)
حروف اليوم لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية سليمان بن سعد الحميد، وهو المعاصر لهموم وأحزان ومشكلات وأوجاع ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي كان منفردًا -كما كان مُتفرِّدًا- في عمله في التأمينات الاجتماعية.
بادئ ذي بدء، أقدم تهنئتي ومباركتي لمعالي الوزير، (...)
(مشيرة الكساب).. أعرف أنه مجرد اسم بين ملايين الأسماء.. لكنه اسم محفور داخل قفصي الصدري.. ففيه رائحتها، معها يُطلق على الوقت: «استعادة بهجة الحياة».. والدة الدكتور ماجد وأسامة ومنى ومي القصبي.
من أجمل حسنات العمر أن تُرزق في حياتك بإنسان مثل السيّدة (...)
الجدل القديم حول ضرورة أن يتولى صاحب المنشأة أو أبناؤه إدارة الشركات العائلية يكاد يكون قد انتهى في عصر التقنية، التي ساعدت حتى الشركات متعددة الجنسية أن تدير أعمالها عن بعد.
نحن نعيش عصرًا عقلانيًا ذا نقلة نوعية إدارية جذرية شاملة، أوجدت استبصارًا (...)
يختزنُ الخاطرُ مَعِينًا لا ينْضبُ من ذكريات في هذه الحياة، اختار «علي» المهاجر من غانا، هذا المرتفع الشاهق، ليحكي قصة زوجته التي هجرته لقلة دخله؛ وتركت له ابنة يصفها في حديثه بقوله: «إنها عائلتي».
«علي» شابٌّ كالربيع، شاهقٌ كالشمس، مزهرٌ حديثه، (...)
انضمّت حفيدتي لنادي صيفي في إجازة هذا العام، أخبرتني عن مدى التعسف الكبير الذي حمل لمصطلح تحجير السلام بيننا، تتساءل حفيدتي عن معنى السلام الذي يتم تداوله في حياتنا.
ما سمعته حفيدتي محزن، يثير الرثاء، ويجعل في القلب مهابة.. يفكك وطنيتنا. هذا التنطع (...)
في مكتي كان يقيم الحاج في بيتنا في موسم الحج ولا نسأله إن كان مذهبه سنياً أو شيعياً أو أباضياً!!
ما كان يعنينا هو موسم «الحج» بمعناه الجميل ولقاؤنا بشعوب العالم الإسلامي من كل جنس ولون ....
خدمة الحجيج عشق مكاوي لأهلها بل واجب روحاني يفاخر به (...)
دشّن محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد عبدالعزيز آل سعود الكاونترات النسائية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والوقوف بنفسه على آلية الخدمة النسائية الجديدة، لتسهيل إجراءات السفر والقدوم، وهي خطوة تشجيعية لقرار عمل المرأة.
تجربة (...)
مساء الأحد حبست نفسي في البيت ،كانت فرحتي بالحجر الاختياري لنفسي، فحينما تشتد الأمور أهرب إلى الوحدة لعلاج النفس والمراجعة والمحاسبة. كنت أحاول ان أبحث عن أخبار تطيب الخاطر في العصفور الأزرق "توتير"...... الذي أصبح يأتيك بالخبر اليقين.. فما إن مددت (...)
اتصلت بي صديقتي الغالية هناء الزهير المدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات في المملكة .
انتشيت بصوتها الذي كان بلسماً في أيام العمل، بادرتها بالسؤال ونحن نخوض في سديم الكلام عن حملة "فيك نفتخر" التي كرم صندوق (...)