هذه قصة أحد محبي مدينة مكة ،أيام مرت عليه يعي تماماً أن «مكة» تجمع بعثرته، تلم عثرته من على أرصفة الحياة. وادي الحنين الذي تلقى تعليمه ووالدته التي يتنفسها تسكن فيها. «مكة» تشبه عمره يشمها كل ما هب الشوق إليها يعيدها إلى خزينة الذكريات. يا الله ما أطيب رائحتك يا «مكة» مخزن أسرار الغائبين، حدثني كطائر مُتعب من التحليق يتحدث كالروائيين، خيال الناس خصب عندما يتألمون ويهربون من الواقع الحقيقي إلى الخيال المقنع. يتنهد ويقول سأغادر العمل جسداً بنهاية العام لكن روحي تسكن مكة لكن جفت منابعي وأنهك جسدي، لم أعد قادراً على العمل ساعات طويلة وهذا ما يجعل استمراري في هذا العمل مستحيلاً، جف عطائي وكفى! سألته لماذا البعض يهرب من أن يكون مديراً لنفسه؟ من لديه هذا العطاء عليه أن يدير نفسه. رشف قهوته ووضع حداً لحديثنا وغيم وجهه قليلاً. باغتُّه بسؤال : ألا يستحق المجازفة في هذا العمر بعمل حر ! رأى نفسه مكشوفا أمامي، ثم استمر في سرد تبريرات بعده عن العمل الحر. ثم أسقط في الحديث اسم المنظمة التي سينضم إليها. تمتمت بغيظ وأخذت أحدق فيه معلقة: إذاً مرؤوس جديد ومنظمة جديدة وسجن جديد! لاحظ استيائي من الخبر ولم يعجبه وصفي للوظيفة» بسجن "تغيرت قسمات وجهه تمتمت وابتسامة صفراء على وجهي واحتراق يحتل بدني، لماذا كل الخوف من العمل الحر ياجدعان! [email protected]