حروف اليوم لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية سليمان بن سعد الحميد، وهو المعاصر لهموم وأحزان ومشكلات وأوجاع ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي كان منفردًا -كما كان مُتفرِّدًا- في عمله في التأمينات الاجتماعية. بادئ ذي بدء، أقدم تهنئتي ومباركتي لمعالي الوزير، وبعدها فليُسامحني أن أبث له هموم أبنائنا وبناتنا المعاقين. المعاق له قلب يخفق، وأعصاب تتوتر وتتجمد خوفًا.. وبما أن معالي الوزير سليمان الحميد من مدرسة التأمينات الاجتماعية، فالأمل أن يكون أكثر تفهمًا للإعانة المالية. هموم وأحزان ومشكلات وأوجاع وآلام المعاق لا تختلف هي الأخرى عن غيره، فكلنا بشر جففت ثيابنا شمس واحدة، فالممارسات واحدة، والاحتياجات مشتركة، والرغبات متجانسة، والتوقعات متبادلة.. وهذا المعاق الذي نشاهده كل يوم يملأ حياتنا دون أن نشاركه معاناته، قد يملأ نفس الغرفة دموعًا وأسى كغيره من البشر؛ إذا تكالبت عليه ضغوط الحياة المالية. تجربتي معهم يا معالي الوزير لها بصمة بليغة في حياتي، منحتني الكثير ممّا لم أكتشفه ضمن سياق حياتي. تعلّمت منهم الصبرَ والجَلدَ طمعًا فيما هو أفضل، وتعلّمت منهم (مهارة) الحديث بلغة الجسد إلى حد الرضا بالقليل من الكلام؛ لأن (الحلول) البديلة لإشباع الحاجة لهم مُتعذِّرة زمانًا ومكانًا وموردًا. وهؤلاء المعاقون في الواقع نسيج خاص من البشر، يضعون دومًا أحزانهم ومشكلاتهم وهمومهم في خزائنهم، ويغلقون هذه الخزائن ليُقابلونا بصمت.. ما أريد أن أقوله هنا أن هذا المعاق الذي يكافح كل يوم في سبيل ومضة أمل، لديه مشكلات ومتاعب وهموم ومتطلبات تحتاج إلى الدراسة والتحليل والتقييم وطرح الحلول، المسألة تتطلّب نفض الغبار عن رسوم الإعانة المالية.. فهل ذكرناهم؟! [email protected]